معروف البخيت

mainThumb

27-11-2007 12:00 AM

غادر الرئيس معروف البخيت موقعه في رئاسة الوزراء ، بعد عامين قضاهما في موقعه ، وتبقى فترته تحت التقييم من جانب المراقبين ، اكانوا..منصفين ، ام غير منصفين.

لا يمكن الشك ابدا ، بنزاهة الرجل الشخصية ، فهو نظيف اليد ، لامصالح له ، ولاشركات ، ولم يكن يقبل أي ضغط ، من احد ، لتمرير مصلحة لاحد ، ايا كان حجم الضغط ، وهو ايضا ، لم يكن يتعامل مع المال العام ، باعتباره ماله ، ولايمكن في هذا الجانب ان يتم مس الرجل ، فقد امضى عامين ، لم يمد يده الى دينار واحد من مال الخزينة ، بشكل مباشر او غير مباشر ، وهي صفات اساسية وعظيمة ، لايمكن تحت وطأة أي دوافع ، ان ننكرها في الرئيس البخيت.

سياسيا ، جاءت الحكومة بعد تفجيرات عمان ، وكان مطلوبا ، حكومة متجهمة ، في ظل مخاطر عديدة ، وقد حققت الحكومة هذا الجانب ، فقد تجهمت المرحلة برمتها ، وهو تجهم مطلوب في وجه مخاطر ، لم تكن الدولة لتعلن تفاصيلها امام الناس.

سوء حظ الحكومة ، تلخص بالازمات ، التي كانت تتفجر من تحت قدميها ، واذا كنا جميعا نعترف ونعرف ، ان شبكات المياه الخربة ، لم تخرب فجأة وهي نتاج عقود متواصلة ، فإن الثغرات كانت تتعلق ببطء ادارة الازمات ، وليس بكون الحكومة هي مسبب الازمات ، والفرق بين الحالتين كبير ، واغلب الظن ان مشاكل الرئيس كانت تتعلق ببعض الوزراء ، وبعض كادره ، ممن لم يحملوا المسؤولية بشكل صحيح ، لترتد آثار ذلك على الحكومة برمتها. استطاع الرئيس ، ان يحافظ على وجوده امام المكاسرة التي كانت سائدة ، وهي مكاسرة لها اسرارها ، التي قد تروى يوما ما ، وهي مكاسرة لم تكن ظاهرة ، وفيها جوانب خفية ، اطل الرئيس على كثير منها ، ولم يطل على مساحات اخرى ، ولابد من الاعتراف هنا ، انه كان قويا ، ولم يكن هشا في وجه ، العواصف الطبيعية وغير الطبيعية.

كان الرئيس لايحب تشكيل بطانة نيابية واعلامية وسياسية ، وهي احدى نقاط قوته وضعفه ، في ذات الوقت ، فتشكيل البطانات ، امر خطير ، تجنبه هوبذكاء ، لكنه ايضا جعله يدفع الثمن في التواقيت الصعبة ، حين لم يكن يجد أي محارب الى جانبه ، وهي محنة اللحظة ، حين يكون عدم تشكيل بطانة ، امرا ايجابيا ، من حيث المبدأ ، لكنه في بلد مثل بلدنا ، يجعل المرء يحكم وحيدا ، وهو امر صعب ايضا ، وله كلفته العالية.

لايمكن ان ننسى سعة صدره وصبره على من كان ينتقده ، او يهاجمه ، فغيره ارسل صحفيين الى السجون ، وهو اكتفى بالصبر ليكون سجله الاعلامي على صعيد الحريات نظيفا وأبيض.

غادر معروف البخيت الدوار الرابع ، وانا احد الذين يعرفون ، انه كان يحمل مشروعا كبيرا ، واذا كنا دوما لانسكت على خطايا الحكومات ، فإننا لايمكن الا ان ننصف الرجل ، في كثير من السمات الايجابية ، التي انفرد بها ، لتبقى مرحلته ، بحاجة الى تحليل اكبر وأوسع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد