الكابتن أبو رائد

mainThumb

08-12-2007 12:00 AM

لسنوات طويلة بقيت صناعة السينما في الأردن نقطة الضعف الرئيسية للثقافة والإنتاج الإعلامي والفني المحلي ، حيث لم تستطع المؤسسات الثقافية والفنية المحلية إنتاج فيلم بمواصفات فنية إقليمية ودولية وبقيت التجارب محصورة بأفلام قصيرة ووثائقية قدر لبعضها أن يتجاوز النطاق المحلي إلى العربي ، ولكن بدون وجود أي مساحة في التقدير العالمي.

للمرة الأولى يتم إنتاج فيلم أردني بمواصفات عالية ينافس على جوائز دولية. فيلم كابتن أبو رائد والذي تم الانتهاء من إعداده قبل أشهر ومن إخراج المخرج السينمائي الشاب أمين مطالقة سوف ينافس الآن في مهرجانات سينمائية في الولايات المتحدة أوروبا بعد أن تم اختياره ضمن آلاف الأفلام المرشحة ، ومن المتوقع أن يتم تقديم أول عرض له في الأردن في شباط القادم. أما أول عرض رسمي له فسوف يكون في مهرجان دبي السنمائي يوم الثلاثاء القادم.

الفيلم تميز بميزانية عالية وصلت إلى مليوني دولار وتبادل خبرات أردنية وأميركية. سيناريو الفيلم والإنتاج تم من قبل أمين مطالقة وهو مخرج أردني شاب متخصص في الإنتاج السينمائي في الولايات المتحدة وساعده ليث المجالي في الإخراج. واستفاد الشابان الأردنيان الموهوبان من الخبرة الكبيرة للمخرج الأميركي ديفيد برتشارد إضافة إلى أوركسترا موسيقية من أفضل المبدعين في الولايات المتحدة. الفيلم من بطولة الممثل الأردني القدير نديم صوالحة والذي شارك في عدة أفلام أميركية من إنتاج هوليوود وآخرها "سيريانا" مع جورج كلوني ، إضافة إلى الإعلامية والفنانة الأردنية رنا سلطان. ولكن التميز الحقيقي كان في اعتماد الفيلم على 12 طفلا من دور الأيتام والمخيمات في جرش وعمان وإربد والسلط ، تم اختيارهم من بين 300 طفل تقدم للمنافسة في المشاركة ، وكان لأداء الأطفال العفوي دور كبير في نجاح الفيلم.

يركز الفيلم على شخصية "ابو رائد" وهو بواب في مطار الملكة علياء الدولي يحلم دائما برؤية العالم ولكنه بسبب نقص الموارد المالية يكتفي بالاستماع إلى روايات المسافرين وينسج من خياله قصصا يستمع إليها جيرانه من الأطفال الفقراء.

الإنتاج الأردني - الأميركي المشترك لهذا الفيلم سوف يساهم في فتح آفاق واسعة ، والصلة "الهوليوودية" للمخرج الأردني ربما تؤدي إلى بناء أول قاعدة في الإنتاج السينمائي الأردني المحترف والقادر على المنافسة إقليميا وعالميا. وإذا كانت هذه التجربة قد نجحت بجهود وصلات فردية فإنه من الضروري الخروج من إطار النمطية في الأعمال الفنية الأردنية وجعل هذا الإنتاج مؤسسيا ببنية تحتية متميزة واستثمار القدرات الكامنة للمخرجين والممثلين الأردنيين في إنتاج يساهم في إطلاق طاقاتهم بدلا من حبسها في الإطار النمطي التقليدي للدراما الأردنية. ُ

batir@nets.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد