من الجامعة إلى البرلمان لماذا سقط هؤلاء ؟ .

mainThumb

05-12-2007 12:00 AM

هناك بعض الكفاءات المتميزة التي كنا نتمنى لو دفع بها الشعب الأردني إلى البرلمان للإسهام بترشيد السياسة العامة ، وتقديم النقد البناء ، وطرح الحلول العملية لمختلف المشكلات والتحديات. وقد غامر بعض هؤلاء ووضعوا أنفسهم على المحك كمرشحين في الحملة الانتخابية الأخيرة ، ولكنهم سقطوا جميعاً سقوطاً مدوياً.

في الذهن على سبيل المثال الدكتور مصطفى حمارنة الذي عمل مديراً لمركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية ، وترشح في مأدبا ، والدكتور سري ناصر أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية ، الذي ترشح في الدائرة الثالثة بعمان ، والدكتور موسى شتيوي ، الأستاذ الجامعي ومدير مركز دراسات سياسية واجتماعية الذي ترشح في السلط.

جميع هؤلاء لم يحالفهم الحظ ، بل إن الدكتور سري ناصر ، الذي رفع شعار (من الجامعة إلى البرلمان) لم ينل أكثر من 125 صوتاً ، من أصل حوالي ماية ألف ناخب ، فأين كان زملاؤه وتلامذته وعارفوه.

هذا لا يعني أن هؤلاء ينكرون على أولئك المفكرين كفاءاتهم وقدراتهم على القيام بمهام النائب خير قيام ، ولكن كانت هناك قناعة عامة ، بأنهم لن يفوزوا ، مما دفع كثيرين من أصدقائهم والمعجبين بهم والمؤيدين لهم إلى عدم التصويت لصالحهم خوفاً من ضياع أصواتهم عبثاً.

لا تقتصر المشكلة على استعمال المال السياسي لشراء الأصوات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبشكل غير مسبوق ، ولا لعملية ترحيل الأصوات من دائرة لدائرة ولا تتوقف عند إستراتيجية الناخب في ترجيح مرشح على آخر حسب فرصته المفترضة في الفوز ، بل هناك أيضاً رفض لهؤلاء المرشحين ، لأن المؤهلات المطلوبة شعبياً للنائب ليست الكفاءة والمقدرة ، بل الوجاهة وتقديم الخدمات وصلة القربى.

أغلب الظن أن الدكتور سري ناصر مثلاً لا يملك المال اللازم لنشر صوره ويافطاته في شوارع عمان ، أو إقامة مقر انتخابي في مكان استراتيجي ، أو نشر إعلانات مكثفة في الصحف ، ولو فاز بمعجزة فإنه لن يتوسط في وظيفة، ولن يتدخل في عطاء ، وربما لن يمنح ثقته لحكومة ، فلماذا يفوز؟!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد