المرأة ليست سلعة للترويج

mainThumb

05-12-2007 12:00 AM

استخدام جسد المرأة للترويج للسلع أمر أكثر من معيب. وعلى منظمات المجتمع المدني وخاصة النسائية منها ، ان تسهم في الحد من هذه الظاهرة والتي استفحلت ووصلت الى درجة من غير المقبول ان تستمر. وأصبح الترويج من خلال المرأة يتناقص مع الرؤية الجديدة للمرأة التي تطمح للوصول الى موقع القرار وحتى الى رئاسة الدولة.

وفي هذا الترويج امتهان للمرأة والحط من قيمتها وابتذال لقدراتها. والمؤسف ان استخدام المرأة في الترويج للسلع قد وصل حتى الى المجتمعات المغلقة والتي تتحجب فيها النساء. وليس هناك من شك ان الزخم الذي أعطاه التسويق للمرأة قد تجاوز كل الحدود الموضوعية والأخلاقية وفي مجتمعاتنا الاسلامية والعربية فانه قد تجاوز المعتقدات والايمان بالمرأة والتي هي في الواقع الأم والتي تحت أقدامها الجنة والأخت الحانية والزوجة الملاذ والمأوى والابنة الايثار والمستقبل. وليس هناك من شك ان هذا الدور النمطي الذي تتعايش معه الاعلانات التسويقية التي تستخدم فيه المرأة قد أسهم في تشويه تقييم المجتمع للمرأة ، وأسهم في تشويه الدور المنوط بها في الواقع. ومع الجدل الذي نعيشه حول هذا الموضوع الا ان هذا العمل ما زال مستمرا والمؤسف انه يحقق لأصحابه أرباحاً طائلة ويسهم في تسويق السلعة بشكل اكبر ومعنى ذلك ان المجتمعات الانسانية قد قبلت ذلك وان اصحاب المصلحة قد استفادوا بشكل غير محدود وبالتالي فان ذلك مرشح للاستمرار ومرشح ايضا لمزيد من الابتذال والاستخدام الاسوأ لجسم المرأة والذي تراه شبه عار في الكثير من الاعلانات.

لقد كان جميلا ان نقرأ عن البحث الذي أعدته طالبتان في جامعة قطر حول هذا الموضوع واذا ما كان دور البحث هو تسليط الضوء على هذه الظاهرة فان الحاجة ان تتلقف المنظمات النسائية وتلك الداعمة الى تمكين المرأة هذه الانطلاقة لتسهم ولو بالقليل في توفير آليات تحد من هذه الظاهرة في الوطن العربي.

وقد لا يكون لنا دور على المستوى العالمي وخاصة ان الفضائيات قد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كل بيت. وكلنا يعرف ان الاعلان دون غيره هو الذي يبقي هذه الفضائيات قائمة. ولن يكون بقدرتنا وحساب الربح والخسارة هو الحكم في النهاية ان نقنع هذه الفضائيات او وسائل الاعلام المختلفة بغير ما تقوم به.

ليس هناك من شك ان الاعلان المكثف من خلال المرأة فيه اساءة بالغة ليس لها فقط وانما للمجتمع بشكل عام. وبالتالي فان الحاجة ماسة الى الوصول لا على المستوى العربي وانما على المستوى العالمي لتغير آليات التسويق بحيث تخرج المرأة من هذه المعادلة. فالانسان في النهاية بحاجة الى السلعة وهناك العديد من السلع التي يشتريها الانسان بدون الدعاية اليها. الا ان المنافسة بالنسبة للعديد من السلع الاخرى تلجىء البعض الى ادخال المرأة الجسد في ترويجها. وكلنا يتذكر المرأة الجسد التي تروج لدواليب السيارات او التي تروج لزيوت السيارات او ، او والقائمة لا تنتهي. وقناعة الجميع ان مثل هذا الترويج مفتعل ويسيء الى المرأة. وان هناك عشرات الوسائل التي تحفظ للمرأة كرامتها وتحقق للمعلن الذي يرغب في الترويج لبضاعته أهدافه في زيادة مبيعاته.

لن نوقف عقارب الساعة في الوطن العربي فحجم الاعلان لدينا لا يتجاوز كسور الواحد في المئة. ومن خلال معتقداتنا ورؤيتنا للأم والزوجة والأخت والابنة فانه مطلوب منا ان لا نسهم في ابتذال جسد المرأة. فهذا أقل ما يمكن ان نفعله. وقد يكون لدينا القدرة ونحن سوق واسع لمنتجات الغير ان نسهم في تغيير نظرة المنتجين للبضائع التي تسوق في بلادنا ان يحترموا معتقداتنا وان يوقفوا هذه الحملة التي لا يمكن وصفها الا انها مبتذلة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد