اليوم العالمي لمكافحة الإيدز

mainThumb

30-11-2007 12:00 AM

يجتمع في اربد اليوم مئات الأشخاص للمساهمة في زيادة الوعي العام حول واحد من اكثر الامراض تدميراً في التاريخ المسجل وهو فيروس مرض عوز المناعة المكتسب (الإيدز).
وفي الوقت ذاته، ستتضامن جهود الحكومات والمنظمات التطوعية والافراد فى جميع ارجاء العالم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز.
ومنذ عام 1988، يصار على احياء هذا اليوم العالمي لمكافحة الإيدز في الاول من كانون أول من كل عام. وجاء ذلك عقب مرور سبع سنوات على اكتشاف فيروس المرض لأول مرة في الولايات المتحدة.
وبعد مضي ربع قرن، كان مرض الإيدز قد أودى بحياة أكثر من 25 مليون نسمة من البالغين والاطفال في انحاء العالم.
واليوم، يعيش 2,33 مليون شخص مع فيروس هذا المرض، وفى هذا العام وحده تقدر هيئة الامم المتحدة ان 5,2 مليون شخص صاروا مصابين بفيروس الإيدز، بينما لقي 1,2 مليون شخص حتفهم جراء اصابتهم به.
لا يوجد اي بلد، بما في ذلك الاردن، غير متأثر بمرض الإيدز ولكن كثيراً ما توصف المنطقة التي تضم بلدان افريقيا (جنوب الصحراء الكبرى) بأنها بؤرة لذلك الوباء.
ويقطن افريقيا 12 بالمئة من سكان العالم، ولكن يوجد في تلك القارة اكثر من 68 بالمئة من سكان العالم المصابين بفيروس الإيدز.
فأكثر من ثلاثة ارباع جميع الوفيات بسبب الإيدز في العام الحالي سجلت في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا.
وتعتبر مثل هذه الاحصاءات مثيرة للقلق، ولكن بفضل مبادرات مثل اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، لم يعد العالم غافلاً عن اسباب هذا الوباء وعواقبه.
يعد الأردن نقطة مضيئة خلافا?Z عن هذا الوضع العالمي المثير جداً للكآبة إذ يصنف الخبراء الاردن بوصفه بلدا ذا معدل منخفض بالنسبة لانتشار مرض الإيدز.
ومن المهم بمكان ان يعمل الخبراء الدوليون والمنظمات المحلية معاً للحفاظ على ذلك المعدل.
وقد شاركت السفارة الأميركية بالتعاون مع وزارة الصحة والبرنامج الوطني لمكافحة مرض الإيدز في إعداد وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض الإيدز إضافة إلى ذلك، انضم اصحاب العلاقة في القطاعين العام والخاص بالاردن والجامعات والمنظمات غير الحكومية والهيئات المانحة الى الجهود الرامية الى منع انتشار هذا الفيروس هنا في الاردن.
كيف تكمن الخطوة الاولى والمهمة في التعامل مع انتشار فيروس الإيدز؟: أولا بالاعتراف الصريح بوجود هذا المرض في الاردن وقد يتم بالخطأ فهم انخفاض معدل انتشاره على انه انخفاض في نسبة الاختطار وبالتالي اعطائه قدرا اقل من الأولوية.
وهذا بدوره قد يعيق مدى الوعي حول إمكان نمو هذا المرض بشكل هائل إذا لم يتم الالتزام من قبل القطاعات المتعددة بالتعامل مع هذا المرض والوقاية منه في الوقت المناسب وبشكل منسق.
ثانياً، يعتبر تغيير السلوك من خلال جهود الوقاية حالياً الطريقة الفعالة الوحيدة للحد من انتشار الفيروس على نطاق واسع.
وفي سياق الجهود الهادفة الى تغيير السلوك، ينبغي تطبيق الدروس المستفادة في جميع أنحاء العالم هنا في الأردن.
قصة أميرة، وهي امرأة مطلقة وأم لطفلين، مثال على قوة الشراكات في تعزيز الوعي وتغيير السلوك فقبل عشر سنوات، كانت نظرة أميرة لمرض الإيدز مثل نظرة معظم الأردنيين باعتباره مرضا غير أخلاقي.
وكونها امرأة مفلسة ويائسة لإيجاد طريقة لإطعام طفليها، صارعت أميرة من اجل كسب العيش دون اتخاذ الطريق الخطير الذي من شأنه أن يضعها في موقف يهدد حياتها. وسمعت عن برنامج بشرى / شعاع من النور الممول من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الذي يقدم التوعية حول فيروس مرض الإيدز ويوفر الأنشطة الاستشارية المعنية بتغيير السلوك للنساء المستضعفات في المناطق متدنية الدخل في المملكة.
وفي نهاية المطاف، أصبحت أميرة مستشارة ومنسقة توعية تقوم بمساعدة النساء اللواتي يعشن في ظروف لا تختلف جداً عن ظروفها.
وتنسب أميرة التغيير الذي حدث في حياتها لهذا البرنامج، وتقول: لطالما كنت أواجه مشكلة في الدفاع عن نفسي والآن، أفهم بأن لدي حقوق وأستطيع أيضاً أن أدافع عن حقوق النساء الأخريات فإنني أتحدث مع صديقاتي وأطفالهن حول فيروس الإيدز وكيف يمكنهن حماية أنفسهن وها أنا أدعم نفسي وأطفالي فلقد قطعت شوطاً كبيراً.
حقق المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة خطوات كبيرة نحو تخصيص المزيد من الاهتمام و الموارد لوباء الإيدز إذ يوفر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بمكافحة مرض الإيدز الآن الأساليب الجماعية لمنع انتقال الفيروس ويقدم أيضاً الدعم لأولئك الذين يعيشون مع الفيروس ويحاول أن يخفف من التأثير الإجمالي لهذا الوباء.
ويركز شعار اليوم العالمي للإيدز هذا العام على موضوع الصفات القيادية.فالولايات المتحدة تقوم بدورها، كونها ريادية عالمياً، من خلال إطلاق خطة الطوارئ للإغاثة من مرض الإيدز، التي تعتبر اكبر مبادرة صحية من قبل طرف واحد في التاريخ تهدف للتصدي لهذا الوباء.
وتركز هذه الخطة، ومدتها خمس سنوات بتكلفة قدرها 15 مليار دولار، على 15 بلداً عبر أفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي التي تستأثر مجتمعة بأكثر من نصف حالات العالم من فيروس الإيدز.
وتشدد الحكومة الأميركية هذا العام على الشراكات التي أقامتها مع الحكومات والمنظمات في جميع أنحاء العالم، كما هو الحال في الأردن.
فمن خلال العمل معاً عبر قوة الشراكات، سوف تتمكن أميركا وغيرها من البلدان من تحقيق المزيد على صعيد مكافحة فيروس الإيدز.
كغيره من الأيام، جلب يوم السبت مأساة إنسانية تفوق حدود التفكير: إذ فقد حوالي 000,6 شخص آخر أرواحهم بسبب المرض المرتبط بفيروس الإيدز.
ولكن يوم 1 كانون أول 2007 يوفر أيضاً منارة ضوء بينما تتوحد الشعوب عبر قارات عدة لإحياء اليوم العالمي لمكافحة الإيدز ويجب علينا جميعاً أن نتعهد بتقديم الدعم بحماس متجدد لجهود العالم المتضافرة للقضاء على آفة الإيدز الرهيبة نهائياً وإلى الأبد.

* السفير الأميركي لدى الأردن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد