حكومة المدينة القديمة

mainThumb

29-11-2007 12:00 AM

حصل الناس الطيبون في المدينة القديمة على رؤوس الجبال على حكومتهم الجديدة. ويعلم هؤلاء الطيبون السائرون في طريق عودتهم من الحقول لمنازلهم مساء أن أوقاتا صعبة تنتظرهم، اذ سترتفع أسعار الحاجيات تباعا اثر ارتفاع أسعار المحروقات.

كانوا يتسامرون وهم يسيرون، "شكلها ايام صعبة جاييتنا، وربنا ان شاء الله يعينا عليها" قال أحدهم. أجاب اخر "ما ظل مجال لشد الأحزمة أزود من هيك". رد أحد الشيوخ قائلا: "فرج ربنا قريب والموسم هالسنة على الموعد". فتدخل أحد الحكماء بحزم حزين وقال: من الواضح أن الحروب والتهديد بها والخوف من ويلاتها أخاف الجميع مما دفع بأسعار النفط الى عنان السماء، سيرغمنا هذا الوضع على دفع الثمن، للاسف أن أكثر المتأثرين بذلك هم الناس الطيبون أمثالنا، الذين يحاولون العيش بسلام، فلم يراكموا الألة العسكرية ليرعبوا بها الآخرين ويستولوا بها على خيراتهم، ولم يمن الله عليهم بالخير المادي العميم فيأمنوا عثرات الزمان.

شد أكبر الحكماء سنا ظهره فاستقام وقال بصوت ثابت، وهو يسرع الخطى: هذا ليس وقت النحيب، هذا يوم النشامى، يوم مواقف الرجولة والكرامة، الرجال للصعاب والملمات، كل منكم شريك بالحمل وهذة مسؤولية مشتركة، القادم صعب صحيح ويمكن أصعب ما مر، لكن ما في شدة غير وراها فرج.

أضاف أكبر الحكماء سنا يقول: في هذا الموضوع الكل سواسية، سنبلغ حكومتنا الله يوفقها ان مفهوم محمد يرث ومحمد لا يرث غير مقبول في شد الأحزمة، وأنا أكيد أن المسؤليين سيكونوا القدوة في الحفاظ على اموالنا ومدخراتنا لديهم، والتعقل والرشد في انفاقها فهم مستأمنون عليها، وسيكونون المثل الأعلى للناس في مدينتنا القديمة على رؤوس الجبال ولمن حولها من المدن في نقاء الذمة وطهرها، وفي الوضوح بالتفريق بين العام والخاص، وكذلك في مراعاة الله والضمير في أعمالهم التي انتدبوا للقيام بها.

هز السائرون من مواطني المدينة القديمة على رؤوس الجبال العائدون من تعب يوم اخر في الحقول رؤوسهم بالموافقة، وقال أحدهم على لسان الجميع: "ما بلزّ الحكومة على المر الا اللي أمرّ منه، لكن الكل لازم يشرب من نفس الكاس، ومن ساواك بنفسه فما ظلم".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد