الذهبي .. كيف يفكر وبماذا يطمح لحكومته ؟ .

mainThumb

08-12-2007 12:00 AM

آلية لتنظيم العلاقة مع رئيس الديوان وتسريع اتخاذ القرار اهم اولوياته.

غداً ستتقدم حكومة نادر الذهبي ببيانها الوزاري لمجلس النواب فالى جانب خطاب العرش الذي اعتمد كبيان لطلب الثقة ستقدم الحكومة برنامج عملها وخططها لترجمة بنود خطاب العرش الى سياسات وانجازات.

الذهبي اطلع في الايام الاخيرة على بيانات الحكومات السابقة ومن بينها اعجبه بيان حكومة الروابدة لكنه ينوي تقديم بيان وزاري مختلف.

يسعى الذهبي لبناء علاقة منهجية مع مجلس النواب تكفل للسلطتين التنفيذية والتشريعية القيام بواجباتهما من دون اعاقة. وقبل الشروع في ماراثون الثقة اكد الذهبي للنواب ان واجبهم الرقابي يحتم عليهم مساءلة الحكومة على ما يرد في برنامج عملها ومدى التزامها بتنفيذه ليس الا. ومع ذلك يدرك رئيس الوزراء ان العلاقة مع النواب لن تكون بهذه السهولة ويتوقع مسؤولون حكوميون سابقون انها ستكون علاقة معقدة وسيجد الذهبي نفسه ملتزما في بعض الاحيان بالتعامل مع 110 نواب بشكل فردي خاصة في الدورة الاولى للمجلس حيث يسعى معظم النواب الجدد وهم اغلبية الاعضاء الى تأكيد حضورهم امام قواعدهم الانتخابية خلال مناقشات الثقة والموازنة.

العلاقة مع النواب على اهميتها لا تعد التحدي الوحيد امام رئيس الوزراء الذي يجهل الكثيرون توجهاته السياسية وآراءه الاقتصادية, فهناك سلة مثقلة بالهموم والتعقيدات التي تواجه صناعة القرار الحكومي, يدرك الذهبي حساسيتها ولديه تصورات واضحة ازاء التعامل معها.

لا يحسب الذهبي نفسه على التيار الليبرالي وهو بالتأكيد ليس من المدرسة المحافظة او التقليدية في الدولة. باستمرار يرى رئيس الوزراء نفسه في منطقة بين المدرستين. على مستوى الاداء الحكومي, يعتقد الذهبي ان آلية اتخاذ القرار تشكل عنصراً حاسماً في نجاح الخطط او فشلها الاستعجال برأيه مضر تماما مثل التأخر في حسم القرار. وبعد توليه رئاسة الحكومة وجد امامه جملة من القضايا المعلقة كان التعامل معها فرصة ليتعرف فريقه الوزاري على نظريته في الادارة. عدد كبير من تلك القضايا اتخذ بشأنه قرارات سريعة من دون تجاوز للقانون واخذ على عاتقه معالجة ما تبقى باقصى سرعة ممكنة.

تنبغي الاشارة هنا ان رئيس الوزراء الجديد لا يبدي اهتماماً كبيراً بالمواضيع السياسية, فهو بخلاف سلفه الدكتور معروف البخيت الذي تزامل معه في مكتب واحد ابان عملهما بسلاح الجو الملكي يركز بشكل اكبر على القضايا الاقتصادية والادارية, كما يعتقد ان خبرته في العمل الحكومي عندما كان وزيرا اكثر من مرة تؤهله لفهم آليات اتخاذ القرار اكثر من اي شخص اخر لم يسبق له ان عمل في الجهاز الحكومي.

ويدرك الذهبي ايضا, ان لحكومته مهمات محددة كلفت بها, وسيركز جهده لانجازها ولن يسمح لمن حوله باغراقه بمهمات فنية وواجبات بيروقراطية تشغله عن الهدف المركزي لحكومته, وهو هدف اقتصادي بحت, يتعلق بتحسينه مستوى معيشة المواطنين ورفع كفاءة الاقتصاد الوطني.

ويعرف الذهبي ان عمر الحكومات في الاردن قصير نسبيا, وهو بلا شك سمع ما يتردد في اوساط سياسية بان العمر الافتراضي لحكومته هو ثمانية اشهر, ولذلك سيسعى لتحقيق انجازات ملموسة في الميدان الاقتصادي خاصة وان الاردن يواجه تحديا اقتصاديا هو الاصعب في تاريخه والمتعلق بتحرير اسعار النفط العام المقبل.

ويكرس الذهبي جل وقته في هذه المرحلة لتصميم حزمة متكاملة من الاجراءات تكفل حماية الفئات الشعبية والفقيرة من آثار تحرير سوق النفط. ويناقش مع فريقه الاقتصادي جملة من الاقتراحات من بينها اصدار "بطاقة ذكية" لكل مواطن كوسيلة لايصال الدعم الى مستحقيه.

وفي مواجهة كل هذه الاستحقاقات يشعر الذهبي ان المهمة الداخلية الملحة هي خلق روح الفريق الواحد في مجلس الوزراء, فهناك وزراء جدد في الحكومة يحتاجون لبعض الوقت لمعرفة تفاصيل العمل الحكومي وطريقة عمل مجلس الوزراء والى جانبهم وزراء من الحكومة السابقة ما زلوا يعملون برتم بطيء رغم خبرتهم الجيدة في وزاراتهم. والطرفان لا يعرفان رئيس الوزراء بشكل جيد وهم جميعا بحاجة الى فترة من العمل المشترك لتحقيق التناغم المطلوب.

التناغم مطلوب ايضا ليس مع الفريق الوزاري فقط, وانما مع باقي الشركاء في صناعة القرار, رئيس الوزراء يدرك حدود صلاحياته وهو مصمم على الدفاع عنها, لكنه في نفس الوقت, مستعد للتعاون مع رئيس الديوان الملكي الى ابعد حد ممكن من اجل المصلحة العامة.

صحيح ان السياسة الخارجية اصبحت شأناً خاصا بالقصر الملكي, لكن وزير الخارجية يضع رئيس الوزراء بصورة تحركاته. الاهم من ذلك ان الذهبي وضع آلية للتشاور المستمر مع رئيس الديوان وذلك من خلال مكتب خاص تم استحداثه في رئاسة الوزراء يتولى الى جانب تسريع آلية الاتصال بين الذهبي ووزرائه العمل كقناة اتصال بين "الديوان" والحكومة كما تم الاتفاق على عقد لقاء اسبوعي بين رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي لمناقشة القضايا المطروحة ومتابعة تنفيذ الخطط والمشاريع التنموية والاقتصادية وتسوية كل ما من شأنه اعاقة العمل.

الذهبي متفائل بالنجاح رغم ما يواجه من صعوبات وسيعتمد على خبرته السابقة بشكل اساسي في ادارة شؤون الحكومة كما انه يدرك الاخطاء التي وقعت فيها الحكومة السابقة ويسعى جاهدا لتجنبها.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد