شبكة أمان عربية حماية لمصالحنا

mainThumb

08-12-2007 12:00 AM

ترميم العلاقات الاردنية العربية يحقق نجاحات ملموسة.

الخطوات التي يتخذها الاردن لتوطيد علاقته العربية, تلقى تأييدا واسعا في الشارع الاردني, فهناك اعتقاد شعبي واسع وهو صحيح بالتأكيد, ان الاردن يصبح اقوى عندما تكون علاقاته مع الاشقاء قوية. خلال ايام, سيتوجه وزير الداخلية عيد الفايز الى السعودية لتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين.

العلاقات الاردنية السعودية دخلت مرحلة التحالف منذ سنتين تقريبا, وتلقى الاردن دعما اقتصادياً مميزا من السعودية في السنوات الاخيرة, ساهم الى حد كبير في تجنب الازمات الاقتصادية. والى جانب المشاريع الاستثمارية, تواصل القيادة السعودية دعم الموازنة الاردنية, وتمويل مشروع اسكاني ضخم في الزرقاء. استند هذا التعاون على ارضية صلبة من التفاهم السياسي حول قضايا المنطقة خاصة القضية الفلسطينية.

طي ملف الحدود بين البلدين امر طبيعي, حيث كانت بعض الاطراف في السابق تستغل هذا الاشكال لتوتير العلاقة الثنائية.

التطور المهم في علاقات الاردن العربية هذا العام, كان مع سورية, فقد نجحت قمة الملك والاسد في دمشق قبل اسابيع, من تسوية الملفات الخلافية والتأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين. كل ما حصل من خلافات بين عمان ودمشق لم يكن مبررا وكان على حساب مصلحة الشعبين. واثبتت التجربة العملية, انه عندما تتوفر الارادة المشتركة للتعاون يمكن تجاوز كل الخلافات بسهولة. فبعد الزيارة التاريخية للملك الى دمشق, تمكن الطرفان وبسرعة من التفاهم على القضايا الثنائية العالقة, فبالامس القريب وقعت اتفاقية حول ملف المياه بين البلدين, وقبلها بايام تم الاتفاق على استئناف توريد القمح السوري الى الاردن, وهناك اتفاق اولي بين البلدين تتعهد سورية بموجبه بتزويد الاردن بكامل احتياجاته من القمح العام المقبل, والبالغة 700 الف طن الاتفاق سيوفر على الخزينة الاردنية حوالي 100 مليون دولار. وبموازاة هذه التفاهمات اتفق رئيسا وزراء البلدين على عقد اجتماع اللجنة المشتركة العليا في عمان قبل نهاية الشهر الجاري.

لقد دفعت اطراف دولية واقليمية في السابق العلاقات بين الاردن وسورية الى حافة القطيعة, وكانت بعض الدول تضغط على الاردن للمساهمة في عزل سورية وقد وجدت هذه الدعوات صدى لدى اطراف اردنية تسعى باستمرار لعزل الاردن عن محيطه العربي متجاهلة الخسائر المترتبة على ذلك, لكن انصار هذا التيار فشلوا في محاولاتهم. وها هي العلاقة مع سورية تستعيد عافيتها من دون ان تتأثر علاقات كلا البلدين الاقليمية والدولية.

وهناك جهود تبذل الان لتسوية الخلافات مع دولة قطر, واذا ما توفرت الارادة الكافية لدى الطرفين فبالامكان اعادة الامور الى سابق عهدها, واعتقد اننا في الاردن بحاجة الى علاقة جيدة مع قطر لاعتبارات اقتصادية وسياسية كثيرة, واذا ما كتب لهذه الجهود النجاح نكون على المستوى الخليجي في وضع جيد, كون الاردن يتمتع بعلاقات ممتازة مع دول الخليج الاخرى, وهي في تطور مستمر خاصة مع الكويت, التي اعلن سفيرها الجديد في عمان منذ ايام, انه يسعى لمضاعفة الاستثمارات الكويتية في الاردن, وسيبذل كل جهد ممكن لمساعدة الاردن على تجاوز ازمة اسعار النفط, كما اعلن رئيس الوزراء منذ ايام, ان الكويت ستكون اول دولة يزورها بعد توليه المسؤولية.

يحتاج الاردن كما هو حال كل البلدان في المنطقة, الى شبكة امان عربية لحماية مصالحه وسط صراع القوى الدولية والاقليمية على المنطقة, وازاء التطورات المتوقعة بعد فشل عملية السلام, واستمرار الاوضاع في العراق على حالها, يكتسب وجود شبكة الامان هذه اهمية استثنائية بالنسبة للاردن, لا يوازيها في الاهمية غير وحدة الجبهة الداخلية التي تعاني من تصدعات الآن, وتحتاج للترميم على غرار ما فعلناه في علاقاتنا العربية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد