صحيفة السوسنة الأردنية

من غير المقبول ولا المعقول أن يستمر مسلسل تسمم طلاب المدارس جراء تناول الوجبات المدرسية التي كان الهدف من تقديمها تعزيز القدرات الصحية لهؤلاء الطلاب، ولا شك أن تكرار مثل هذه الحوادث يهدد مصير مشروع وطني مهم ورائد ، والمصلحة تقضي بضرورة فتح تحقيق عاجل وشفاف في أسباب تكرار هذه الحوادث وتحديد المسؤولية في استشراء هذه الظاهرة.

ان من حق الأهل والمواطنين كافة معرفة نتيجة التحقيق في الحوادث السابقة.. فليس من المقبول أن تؤدي تصرفات بعض الاشخاص وعدم قيامهم بواجباتهم الى وأد مشروع وطني كبير يهدف الى حماية أطفالنا.

ومن موقع الايمان بالمشروع وبأهميته ، نتساءل اذا كانت هناك جهات أو أفراد يسعون للتشويش على البرنامج عن عمد والتسبب في ايقافه.. فمن الضروري مواجهة هؤلاء وايقافهم قبل فوات الأوان.

لقد اطلعت بنفسي على الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات المسلحة الاردنية في التأكد من اعداد الوجبة المدرسية وفق أدق المعايير والمواصفات.. ولا يساورني شك أن هذه الوجبات تكون في أعلى درجات السلامة لدى مغادرتها مستودعات القوات المسلحة باتجاه نقاط التوزيع في مديريات التربية على امتداد رقعة الوطن.

ولكن شيئا ما يحدث عند تخزين هذه الوجبات وتحديدا الحليب في المستودعات وقبل توزيعها على التلاميذ.. وقد يعكس هذا قدرا من الترهل واللامبالاة اللذين لا يمكن قبولهما بحال من الأحوال.

ولو أن الأمر حدث مرة أو مرتين لقلنا هذا أمر طبيعي.. ولكن أن تتكرر حوادث تسمم أبنائنا بهذه الوتيرة المتسارعة فهذا ما يستدعي اجراء حازما رادعا لمعرفة ملابسات الأمر واتخاذ ما يلزم بحق المقصرين والمستهترين بصحة الطلاب.

لقد أصبح الأمر يشكل حرجا وطنيا ، وأخشى أن يكون هناك من يتعمد التشويش على البرنامج ، وآمل أن تكون مخاوفي في غير محلها.

خلاصة الأمر ، أضم صوتي الى أصوات المطالبين بالمحافظة على البرنامج لأنه يصب في مصلحة أبنائنا الطلبة.. ولكن يجب قبل ذلك اتخاذ كل ما يلزم لضمان سير عمليات التخزين والتوزيع بنفس الكفاءة والانضباط اللذين تتم بهما عملية الانتاج والاعداد في كنف القوات المسلحة.