لبنان : لا هدوء ولا تهدئة!! .

mainThumb

13-12-2007 12:00 AM

لن يهدأ لبنان ، لا بعد هذا الانفجار الإرهابي الأخير الذي استهدف المؤسسة العسكرية بصورة فردية لأول مرة ولا قبله ، فهناك فريق وصفه أصحابُه الذين يشدون خيوطه من الخارج بأنه أصبح أقوى مما كان عليه سابقاً وأنه يستطيع إلحاق الهزيمة بالفريق الآخر حتى وإن هو استنجد بأميركا أو إسرائيل كما حصل في صيف العام الماضي !! .

ومشكلة هذا الفريق الآخر أنه محسوب على حلفاء ، وهو يحسب نفسه على هؤلاء الحلفاء ، أخذ التفسخ يدب في أوصالهم والدليل على هذا كل هذا التراجع غير المنظم أمام إيران الذي بدأ بتقرير الاستخبارات الأميركية الذي كما هو معروف برّ?Zأ الإيرانيين من مواصلة السعي لامتلاك الأسلحة النووية وقال أنهم أوقفوا محاولاتهم المتعلقة بهذا الأمر منذ العام 2003 .

هناك لقاءات أميركية - إيرانية جديدة ستتم في بغداد قريباً وهناك وعدٌ قطعته كونداليزا رايس على نفسها ، وإذا قطعت وزيرة خارجية الولايات المتحدة وعداً على نفسها فصدقوها ، بأنها مستعدة للقاء منوشهر متكي بـ شرط ، وهذا الشرط هو بمثابة الحنجلة التي تسبق الرقص في العادة ، أن توقف بلاده محاولاتها النووية .

كان الزعيم الصيني ماوتسي تونغ يصف الإمبريالية ، وهذا كان قبل أن يستقبل الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نكسون في المدينة المحرمة و تكر المسبحة بعد ذلك ، بأنها نمر من ورق والحقيقة أنه إذا هُزمت أميركا في هذه المعركة ، التي يعتبر لبنان إحدى ساحاتها ، فإنه ستثبت صحة هذا الوصف والمشكلة هنا أن بديل هذه الهزيمة سيكون معادلة إقليمية ستكون بالتأكيد على حساب العرب .

إنها مشكلة فالبقاء الأميركي العسكري والسياسي في هذه المنطقة هو على حساب العرب وخروج أميركا مهزومة أمام إيران سيكون على حساب العرب وتفاهم أميركا مع هذه الجارة العزيزة على تقاسم النفوذ في المنطقة سيكون على حساب العرب : إنْ حزرْ مضروب فيه وإن ما ح?Zزرْ مضروب فيه وأحزرْ يا مضروب فيه !! .

وُصف لبنان في مراحل سابقة بأنه برج مراقبة المنطقة العربية من تطوان في الغرب وحتى البصرة في الشرق وكان هذا البلد يعتبر مطبخ التغيرات في هذه المنطقة وحقيقة أن معظم الانقلابات العسكرية التي شهدتها بعض الدول العربية في خمسينات وستينات القرن الماضي قد جرى طبخها في فنادق ومواخير بيروت ولذلك فإنه يجب أن يكون مفهوماً أنه إذا إنهار الجدار اللبناني فإن اللعبة ستنتقل حتماً إلى ساحات أخــرى والمثل يقول : أكلت يوم أكل الثور الأبيض .

لن يهدأ لبنان حتى وإن استطاعت الأطــراف المتناحرة فيه الاتفاق على الاستحقاق الرئاسي ، والواضح أنها لن تستطيع ، والسبب واضح ومعروف فهناك جهات خارجية تصر على ابتلاع هذا البلد كي تنتقل إلى بلد آخر لتحقيق هدف المعادلة الإقليمية الذي تسعى لتحقيقه والواضح أنه إذا بقيت الأمور تسير على هذا النحو فإن هذا سيتحقق إن ليس في المدى القريب فعلى المدى الأبعد!! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد