مائة يوم امهال للحكومة الجديدة

mainThumb

28-11-2007 12:00 AM

يبدو أن بعض الزملاء وحملة الأقلام في الصحافة الأردنية، الذين استلوا أقلامهم الحداد في وجه الحكومة الجديدة قبل أن تباشر العمل، بحاجة للتذكير بما تواضعنا على قبوله منذ سنوات عديدة، وهو امهال الرئيس الجديد وفريقه الوزاري فترة مائة يوم كشهر عسل، تتحرك خلالها الحكومة دون ان تتعرض لسهام النقد، وهي المدة اللازمة لاتضاح توجهات الحكومة وأولوياتها، وأسلوب تحركها وبالتالي امكانية تقييم ادائها على أسس موضوعية.

هذا التقليد معمول به في البلدان الديمقراطية، وليس بدعة، فالمسؤول الجديد يحتاج الى فترة يتحرك خلالها دون أن يتعرض ظهره أو صدره للضربات. وإلى حد ما احترمت الصحافة الأردنية هذا التقليد، واعطت كل مسؤول جديد منفعة الشك، وفي بعض الأحيان اسبغت عليه من المدائح ما يستحق وما لا يستحق.

من حق الرئيس المكلف أن يختار فريقه الوزاري، وان يُشرك من يثق بهم في التنسيب والتوصية، والا فما معنى المشاورات التي تسبق التشكيل. ولكن المؤكد ان احدا لا يفرض على رئيس مكلف وزيراً دون موافقته. وعلينا من حيث المبدأ ان نقبل هذا الاختيار، وان نعطيه الفرصة، ورب وزير جديد توسمنا بقدومه الخير ولكنه خيب آمالنا، ووزير اثار توزيره دهشتنا ثم نجح في اقناعنا بكفاءته وحسن ادائه.

لا نقول بتحصين الرئيس الجديد وفريقه الوزاري من النقد، ولكن من حقهم ان يأخذوا فرصتهم، ليقولوا لنا في بيانهم الوزاري ماذا يريدون، وما هي اهدافهم واولوياتهم، وكيف سيحققونها، وماذا سيكون سلوكهم تجاه التحديات الراهنة: اسعار المحروقات، سياسة الدعم والتعويم، الموازنة العامة، شبكة الامان الاجتماعي، خطة ترشيد الطاقة، ضبط العجز في الموازين المالية والاقتصادية، تحسين مستوى المعيشة، إلى آخره.

ليس من الضروري ان يطبل المعلق الصحفي ويزمر للرئيس الجديد قبل ان يظهر خيره من شره، وإلاّ كان منافقاً. وليس من الانصاف ان يحط من قدر حكومة جديدة وان يدمغها بهذه الصفة او تلك قبل ان تقول او تفعل شيئا، والا كان صاحب اجندة خاصة او اسيرا لموقف عقائدي عدمي رافض لكل شيء سلفاً، لمجرد انه ليس على مقاسه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد