آمال السلام تتبدد قبل ان تبدأ المفاوضات

mainThumb

15-12-2007 12:00 AM

الاردن يذكر واشنطن بمسؤولياتها بعد لقاء انابوليس

يشعر الاردن وقبل ان تنطلق المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ان عام 2008 لن يشهد نهاية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي كما كان مأمولا بعد لقاء انابوليس.
اعلان اسرائيل بناء 300 وحدة استيطانية في جبل ابو غنيم بدد الآمال بقرب التوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
مطلع العام المقبل سيقوم الرئيس الامريكي بزيارة الى الشرق الاوسط. ووفق وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس سيحاول بوش شخصيا الضغط على الطرفين للمضي في عملية السلام. زيارة بوش في العام الاخير من ولايته تذكر بمحاولات الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون انجاز اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين في ربع الساعة الاخير من عهده حينها استخدم الوقت كعامل ضغط على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لتقديم تنازلات جوهرية لكنه رفض. وأدى التعنت الاسرائيلي الى فشل مفاوضات "كامب ديفيد". لا نعرف طبيعة الضغوط التي سيمارسها الرئيس بوش خلال زيارته لكن على ضوء خطابه في افتتاح لقاء انابوليس نتوقع ان يوجه ضغوطه باتجاه الفلسطينيين اكثر لتحميلهم مسؤولية الفشل في النهاية.
السلطة الفلسطينية تعيش في مأزق وسط حالة انقسام داخلي غير مسبوقة بعد انقلاب غزة والحصار الاقتصادي الذي يعاني منه الفلسطينيون في الضفة والقطاع. وبالامس اعلنت السلطة انها بحاجة الى حوالي 4 مليارات دولار لمواجهة الاعباء والالتزامات المترتبة عليها وقد يستخدم العامل الاقتصادي كوسيلة ضغط على "السلطة" لدفعها الى تقديم تنازلات.
فبكل وقاحة صرحت الحكومة البريطانية منذ يومين انها على استعداد لتقديم نصف مليار دولار للسلطة الفلسطينية في حال شهدت عملية السلام تقدما ملموسا وكأن الجانب الفلسطيني هو المسؤول عن اعاقة التقدم او افشال المفاوضات. ان هذا الربط بين الحاجات الانسانية للفلسطينيين والظروف السياسية يعد تصرفا غير اخلاقي يحمل الضحية جريمة القاتل.
سعى الاردن طوال العامين الماضيين الى تحريك عملية السلام على نحو يفضي الى قيام دولة فلسطينية قبل نهاية ولاية الرئيس الامريكي جورج بوش. لم تكن لدى القيادة الاردنية اوهام حول فرصة السلام "النادرة" وكانت التوقعات بالفشل مساوية للامال بالنجاح ومن الطبيعي ان تحشد كل الجهود من اجل النجاح وفي حال الفشل كان لسان حال الاردن يقول ان على الطرف المسؤول ان يتحمل نتائج سياساته.
وفي تصريحاته خلال زيارته قبل ايام لتركيا ذكر جلالة الملك بهذه المسألة ففي معرض ادانته لقرار اسرائيل بناء وحدات استيطانية في "ابو غنيم" طالب الملك الولايات المتحدة تحميل كل طرف مسؤولية ما تعهد به في "انابوليس".
ها نحن اذا نقترب من لحظة الحساب فبعد كل ما قدمه العرب من اجل السلام منذ قمة بيروت مرورا بالرياض وحتى "انابوليس" من حقهم ان يطالبوا المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة بتحمل مسؤولياته التاريخية تجاه المنطقة برمتها التي تجلس على فوهة الانفجار بسبب سياسات اسرائيل العدوانية.
اذا كان لنجاح عملية السلام ثمار وفوائد فان للفشل عواقب ينبغي ان يدفعها الطرف المسؤول فالقضية لم تعد تشدداً او اعتدالاً انما مصالح اوطان وشعوب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد