صحيفة السوسنة الأردنية

ما مصير مشروع المجالي الحزبي بعد تولي قادته مناصب سياسية?..

أُعلن امس الاول عن ولادة اول كتلة نيابية تضم في صفوفها 11 نائبا جلهم من الجدد يتقدمهم النائب المخضرم توفيق كريشان الذي سبق له ان فاز في عضوية مجلس النواب واختير في مجلس الاعيان وتولى مناصب وزارية اكثر من مرة. واذا اخذنا في الاعتبار وجود كتلة للاسلاميين تضم 6 نواب فإن 93 نائبا ما زالوا في عداد المستقلين بانتظار تشكيل كتل جديدة.

بالتزامن مع مناقشات الثقة وبعد انتهاء المجلس من تشكيل لجانه الدائمة بدأ اقطاب في المجلس مشاورات لتشكيل كتل نيابية وسط جدل حول قدرة المجلس بتركيبته المعروفة على احتمال وجود كتل نيابية.

النائب ممدوح العبادي الذي ترأس كتلة التجمع الديمقراطي في المجلس السابق يجري مشاورات لاعادة تشكيل الكتلة وبالاضافة الى اعضاء سابقين فازوا في الانتخابات الاخيرة يعتمد العبادي على مجموعة من النواب الجدد المحسوبين على التيار الديمقراطي.

ولضمان عدم تكرار اخطاء التجربة السابقة وتبديد مخاوف "الجدد" من هيمنة الاقطاب تتجه نية المؤسسين الى تشكيل قيادة جماعية للكتلة من 3-4 نواب يتوزعون فيما بينهم المهمات الاساسية.

النائب مجحم الخريشة يجري هو الآخر مشاورات لتشكيل كتلة برلمانية لم تتضح بعد معالمها او قوامها.

بيد ان انظار المراقبين تتجه الى قطبين اساسيين في المجلس هما رئيس المجلس المهندس عبدالهادي المجالي والنائب عبدالرؤوف الروابدة.

المجالي كان رئيسا لاكبر كتلة في المجلس السابق وقبل الانتخابات النيابية بفترة نشط الى جانب عدد من السياسيين البارزين لتشكيل تيار حزبي عريض. التيار لم ير النور قبل الانتخابات ولم يعلن عن مشاركته رسميا. غير ان معظم رموز التيار اليوم يحظون بمواقع في مجلس النواب والاعيان وشارك احدهم وهو المحامي كمال ناصر في الحكومة الجديدة, فيما كان الدكتور فايز الطراونة وهو من ابرز قادة التيار من اقوى المرشحين لتولي رئاسة الحكومة.

لم يعلن المجالي لغاية الآن ان كان سيشكل كتلة برلمانية ام لا. في الاجتماع الذي عُقد في منزل المجالي بعد الانتخابات النيابية لم يتم التطرق الى موضوع الكتل وكان التركيز على اجراء انتخابات المجلس الداخلية في اجواء توافقية بعيدا عن الاصطفافات والكتل. لكن مقربين من الرئيس المجالي لا يستبعدون تحركا في المرحلة المقبلة لتشكيل كتلة تشير التوقعات انها ستضم عددا اقل من كتلة المجالي في المجلس السابق.

وسيعتمد المجالي على رموز نيابية سبق ان شاركته في تشكيل الكتل الا ان الاغلبية ستكون من النواب الجدد. ولم يتضح بعد ان كان المجالي وبعد ان فاز في الانتخابات وترأس مجلس النواب سيمضي في مشروع تأسيس حزب سياسي فعندها ستكون الكتلة امتدادا للحزب وصوته المؤثر في البرلمان وقاعدة نيابية تعتمد عليها الحكومة في الازمات.

وبالنسبة للنائب عبدالرؤوف الروابدة الذي برع في السابق في تشكيل وتفكيك الكتل يشعر بالاحباط من تجربة الكتل هذه المرة حسب مقربين منه وتردد تجاه الاقدام على تشكيل كتلة وربما يكتفي بلعب دور الموجة والمحرك للمزاج النيابي عبر مداخلاته المثيرة للجدل تحت القبة.

لغاية الآن لم تظهر تباينات في اداء النواب يمكن ان تشكل قاعدة للاصطفاف السياسي في كتل تحمل برامج مختلفة, فالتيار الغالب في المجلس منسجم مع سياسات الحكومة كما تبدى في مناقشات الثقة. والفائدة الوحيدة المرجوة من وجود الكتل هي تنظيم عمل المجلس ومأسسة دوره وذلك يتطلب تعديلات جوهرية على نظامه الداخلي تشرع عمل الكتل ودورها في المجلس.