أهلاً بالحمير

mainThumb

12-12-2007 12:00 AM

يقول تقرير اخباري إن أسعار الحمير في غزّة زادت 60% جراء الحصار وقطع امدادات الوقود والطلب المتزايد عليها، حتى تجاوز سعر الحمار الواحد الـ 400 دينار..

قد يكون الخبر طريفاً للبعض، لكنه بالنسبة لي يخلو من الدهشة تماماً، فهذه هي بداية توقعاتنا التي كنّا نتخيلها اذا ما ارتفع سعر النفط الى معدلات قياسية..مما يعني أن منحنى الرفاه الاقتصادي سيعود الى نقطة انطلاقته الأولى وبانحدار أسرع..بصورة أوضح كما كان اقتناء السيارة (هجنة) في منتصف القرن الماضي ..سيكون اقتناؤها (هجنة) ايضا?Z في منتصف القرن الحالي..

مرة اخرى، الخبر المنقول عن صحيفة (ذي اندبندنت البريطانية) يبشّر بأن عصر الحمير سيعود قريباً، كما يعتبر مؤشراً قوياً على أن سعر الجحش سيشيط في جميع الدول المستهلكة للنفط..بصراحة أنا مرتاح لعودة الحمير كوسيلة مواصلات ونقل واتصال وفشّة غل وألفه وذلك لعدّة اسباب: أولاً- من ناحية العلاقة الانسانية - الحمارية: لا أذكر ان الحمير قد قصّرت معنا كبشر منذ الأزل،بل نحن الذين قد قصّرنا معها، أطلقنا عليها أشنع الألقاب والنعوت،استغللنا صبرها وحكمتها وتحمّلها فركبناها أكثر من اللازم، تخلينا عنها في أحلك الظروف،وخذلناها في أصعب المواقف،حان الوقت الآن أن نردّ للحمار اعتباره وأن نرفع معنوياته قليلاً، ونعيده الى حضيرة العلاقات البينية..

ثانياً : من حيث الأسباب المنظمية والعالمية : سنخلص الى الأبد من قصّة منظمة الأوبك والدول المنتجة للنفط، لأنه من المستحيل أن يكون هناك منظمة تدعى حوبك أي الدول المنتجة للحمير والتي تزيد انتاجها أو تخفضه حسب مصالحها الشخصية، والأهم من ذلك كله، أن أمريكا ستكافينا شرّها، فلن تحتل بلداً بعد الآن لأنه غني بإنتاج الحمير، تحت حجة أن لديه مزارع سريّة لتخصيب البرسيم..

ثالثاً: من حيث الأسباب المرورية والبيئية: الحمير لا تلوث البيئة، حتى الروث- حيشا السامعين- يمكن أن يستخدم كوسيلة تدفئة وطنية مجانية من خلال اعادة تدوير طبابيع الجلّة..كما أننا سنتخلّص من حوادث السير الى الأبد،ولن يكون هناك حوادث بسبب السرعة الزائدة أو التجاوز الخاطىء أو التتابع القريب أو القيادة من غير رخصة!!.

رابعاً، من الناحية الميكانيكية: الحمار ليس بحاجة،لتعشيق أيام البرد، ولا الى غيار زيت كل 3000كم،ولا الى تشريك أو شحن بطارية، كما لا يستدعي تبديل كسكيت الماتور، ولا تغيير جلدة الديسبراتور، ولا تهريب زيت، ولا لحام برميل الاكزوزت، ولن يغبن المشتري أثناء فحص حمار جديد من المنطقة الحرة، حيث المواصفات كلها تظهر من البودي ولا وجود للوصف التالي: اثنين جيد، دقة بالسقف وقصعه بالجنب...

رابعاً : من حيث الأسباب الاجتماعية : سنتخلص نهائياً من مظاهر الحسد، فلن يكون هناك عبارة : فلان معه حمار السنة وأنا معي حمارالثمانية وثمانين..ولن نسمع بعدها العتب التالي: (كان جاعص على حماره ولا ردّ عليّ السلام)..ولا حتى عبارة:(طول نهاره مقعدها جنبه على الحمار وطاش فيها)..أو حتى عبارة (يوم شافني زرّ عالحمار وطلع دخنة). كما لن يقوم أي من أبناء الذوات باستخراج حمار من الوكالة، يملؤه فل شعير ويبدأ بالتخميس في شارع الجامعة ...

** بسبب كل ما سبق نقول : أهلا بالحمير...

ahmedalzoubi@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد