مجهولٌ ُيسيء إلى معلومٍ : النشر الإلكتروني .. بين المسؤولية والعبثية

mainThumb

26-12-2007 12:00 AM

المتابع للمواقع الإلكترونية من مواقع إخبارية إلى منتديات وغرف محادثة يلاحظ المستوى المقلق للأخلاق – عند البعض- في الخطاب أو التعليق أو "الردح" الإلكتروني المجاني المجهول أحيانا، والمتمترس خلف أسماء وهمية وألقاب سطحية أحيانا أخرى، فأين المشكلة ؟ وكيف يكون الحل؟ بداية لا بد من الاعتراف أن الناس يتساوون في شيء و يتفاوتون في كل شيء، هم يتساوون إنسانيا حتى يثبت العكس، ويتفاوتون في العلم والخلق والحكمة .

ولا جديد في ذلك ولكن هذا التساوي والتفاوت لا بد أن يكون له أثر ظاهر في الحياة والفرص والنتائج. فلا تكون المساواة سببا لخرق الحدود الواجب احترامها ولا يكون التفاوت وسيلة للاستعلاء ونبذ الآخر.

الأمثلة على عبثية النشر الإلكتروني هي أكثر من أن تحصى، ولكن القاسم المشترك بينها واحد،، مجهول يسيء إلى معلوم ويكتب فيه ما شاء بلا رقيب ولا حسيب ولا مساءلة!! المشكل كبير، والحل الإلكتروني - من وجهة نظري- سهل وهو: حجب التعليقات السيئة والمسيئة،، هذا هو الحل الأهم، ولا أريد الدخول في الحلول الأخرى لأن طرقها طويلة وموحشة وصعبة لكنها تبدأ بالرقابة وتمر بالمحاكم وقانون العقوبات وتنتهي بالسجون والسجلات العدلية غير البيضاء.

لقد وفرت التكنولوجيا الحديثة للإنسان ما لم يكن يستطيع الوصول إليه في الأحلام الأثيرة، وليس من الحتميات أن يكون للتكنولوجيا وجه آخر سلبي مؤذٍ، ولكن الإنسان هو صاحب الأوجه الجميلة والبشعة، وهو صاحب الأنامل التي تكتب الشعر "الجميل" وتنثر الخواطر "الحلوة" وهي نفسها التي تكتب القول "الخبيث" والقذف "البشع"، إذا فالمشكلة فينا نحن وليس في المخترعات الحديثة، وهذه المعطيات التي بين أيدينا يمكنها أن تعطي للحياة مذاقا أحلى مما عرفناه ، ويمكنها تسهيل كل صعب ، وشفاء كل داء، والمطلوب هو فهمها و إحسان استخدامها وتطويعها لنا لا علينا.

a.hayajneh@ju.edu.jo

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد