الثقة بحكومة الذهبي .. قدرة على تحمل مسؤوليات المرحلة

mainThumb

17-12-2007 12:00 AM

ثقة مجلس النواب الكبيرة بحكومة الذهبي التي جاءت بعد نقاش مستفيض من النواب ،هي كما يراها مراقبون، دعم مريح لناحية تقدير النواب لطبيعة وحجم المهام والاولويات الملقاة على السلطة التنفيذية، خلال المرحلة المقبلة،وتضاعف في الوقت ذاته حجم المسؤولية على الحكومة للتصدي لهذه الاولويات بافضل الطرق وانجعها .
أولويات الحكومة التي وردت في كتاب التكليف السامي تشكل قواسم مشتركة للجميع، لا خلاف على معالجتها ، انما النقاش يجب ان يتركز على افضل السبل ، لاحداث انجازات ونجاحات بشأنها.
وعليه فان نتيجة تصويت الثقة يؤشر بوضوح على قناعة نيابية بقدرة كبيرة لرئيس الوزراء على تحمل مسؤوليات المرحلة المقبلة، لما يتمتع به مزايا الكفاءة والنزاهة والعملية في اتخاذ القرار ما أهّله اساسا لنيل ثقة صاحب الشأن جلالة الملك لتولي موقع المسؤولية رئيسا للوزراء للتعامل مع الاولوية الاقتصادية والاجتماعية في المرحلة المقبلة.
من خلال ملاحظة ما ورد في العديد من كلمات النواب ازاء الفريق الوزاري فان مضامين تلك الكلمات تلقي بمزيد من المسؤولية على الوزراء لجهة تكريس ومضاعفة جهودهم وقدراتهم، التي يغلب عليها التخصص في مجالات عملهم لصالح ترجمة اولويات الحكومة، ضمن نجاحات يمكن قياسها وفق اطر زمنية محددة.
هذه الثقة يمكن قراءتها ايضا وبشكل اساسي على انها شكل راق من الديمقراطية النيابية لتعزيز مسألة اساسية وهي الشراكة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ، في اتخاذ القرار الوطني الانسب لاسيما خلال المرحلة المقبلة التي تحتاج الجهود الوطنية لترجمة التوجيهات الملكية السامية ازاء رفع مستوى حياة المواطن وتعزيز الاقتصاد الوطني في ظل ظروف صعبة اقليميا ودوليا.
النقاشات الطويلة والمعمقة من قبل النواب لبرنامج عمل الحكومة الذي طرحه رئيس الوزراء الذهبي، لم تترك شاردة ولاواردة الا وتطرقت لها، وكانت هناك الملاحظات الايجابية وكذلك النقد والاضافات التي يمكن ان ياخذها برنامج عمل الحكومة بالاعتبار، كلها شكلت في النهاية القناعة التي توصلت اليها الاغلبية النيايبة بمنح الثقة للحكومة.
مسألة حجب 11 نائبا الثقة عن الحكومة هي مظهر ديمقراطي ايضا، وأكد رئيس الوزراء ان الحكومة تحترم من مارس حقه في حجب الثقة (...) وستسعى الحكومة لنيل ثقتكم من خلال عملها وانجازاتها.
وحتى عندما توجه الذهبي بالشكر للنواب الذين منحوا الحكومة الثقة طلب منهم مراقبة الحكومة ومتابعة انجازاتها ، ما يعبر عن تمسك منه بروح الشراكة والتعاون والمسؤولية ومبدأ المصارحة والشفافية، في متابعة الشأن الحكومي، مع المؤسسة التشريعية.
وقد بدا واضحا في رد رئيس الوزراء على نقاشات النواب لخطة عمل الحكومة انه اخذ بالكثير من الملاحظات التي وردت ، واعاد التاكيد على التزام الحكومة بالعمل الدؤوب على ارتقاء الحكومة لثقة جلالة الملك عبدالله الثاني وثقة المجلس النيابي عبر ترجمة الاقوال الى افعال في المفاصل المختلفة خلال المرحلة المقبلة.
ترى مصادر سياسية ان رئيس الوزراء كان واضحا ومحددا في مختلف القضايا، التي تم تناولها تحت قبة البرلمان عبر تحديد الاولويات والاطر الزمنية، والعزم على بذل الجهود لتنفيذها وهو ما ولد قناعة اضافية لدى النواب لمنح الحكومة الثقة.
ويرى متابعون ان رئيس الوزراء الذهبي يمتاز بالعملية في اتخاذ القرار، اذ دل حراكه منذ تشكيل الحكومة على هذا البعد لاسيما لجهة اولوية حكومته الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلب التوجه الى الانجاز في التعاطي مع الملفات المختلفة بشكل مدروس ومعمق، لتفاصيل تلك الملفات المختلفة.
هذا الاطلاع والمعرفة برز ايضا بشكل مبكر خلال الخلوة التي عقدها الذهبي لفريقه الوزاري في العقبة قبل ادائها القسم امام جلالة الملك.
علاقة الشراكة والتعاون المبشرة بين الحكومة ومجلس النواب مؤهلة لانتاج مخرجات ايجابية لصالح اولويات الوطن التي حددها جلالة الملك في خطاب العرش السامي وأكد عليها في مختلف المناسبات.
وفي هذا الصدد لا يرى محللون ضيرا في علاقة شراكة وتعاون قوي بين السلطات المختلفة لصالح القضايا الوطنية المختلفة بل هو الاساس خاصة اذا ترسخت هذه العلاقة على الصراحة والمكاشفة والشفافية في التعاطي مع القضايا المختلفة وتغليب مصلحة الوطن فوق كافة المصالح والاعتبارات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد