لبيك اللهم لبيك

mainThumb

17-12-2007 12:00 AM

هذه هي ايام التلبية، ايام العمل الصالح الذي يتضاعف اجره لقوله صلى الله عليه وسلم (ما من ايام العمل الصالح فيها احب الى الله من العشر من ذي الحجة) فاولئك النفر الذين اكرمهم الله تعالى ليكونوا في مكة المكرمة استجابة لنداء الله تعالى واذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق.. انه الاسلام العظيم مُقدم للبشرية جمعاء يدعوها لتكون تحت لوائه في دين حق وعدل وعلم وعبادة، نعم جاءوا من الصين والهند والسند واندونيسيا وماليزيا شرقاً، من الجزائر والمغرب واميركا غرباً، ومن الشيشان ومنغوليا واستراليا جنوباً، هذا النداء الخالد كانت التلبية جوابه (لبيك اللهم لبيك) لبينا النداء يا رب في الارتحال الى اشرف بقعة، ارتحال الى المكان الذي وقف فيه ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام حامل لواء التوحيد محطم الاصنام محارب الخرافة.

هذه التلبية ليست مجرد كلمات تقولها الالسنة، انها اعلان عما في القلب من توحيد ووضوح واستجابة لامر الله، انها اعلان عن استجابة العالم لدين الاسلام دين الانبياء اجمعين، انها اعلان عن الخضوع لامر الله في كل نداء من نداءاته، لماذا نقول لبيك لفريضة الحج، ولا نقول لبيك لفريضة الصلاة او الزكاة او الاخلاق والسلوك؟ لبيك تقتضي منا طلاق من كل ما يخالف دين الله في السياسة والاقتصاد والاجتماع والفكر والاخلاق والعادات والتقاليد. لبيك ترفض حالة الانفصام التي يعيشها بعض الناس حيث يطبقون لبيك في مجال دون مجال، وفي قطاع دون آخر.

لبيك ليست للفرد وحده بل هي نداء المجتمع، ولهذا كان جمالها يوم نسمعها من الحجيج في صوت جماعي يدوي في الجبال ويرتفع في السماء، نريد من المجتمع ان يقول لبيك ونريد من الدول ان تقول لبيك ونريد من القوانين ان تقول (لبيك)، نريد من الاعلام ان يقول (لبيك)، مريد من التعليم ان يقول (لبيك)، نريد من الثقافة ان تقول (لبيك)، نريد من الشعراء والادباء ان يقولوا (لبيك) نريد من الوزراء والنواب والاحزاب ان يقولوا (لبيك).

ان جمال لبيك ليس في ايقاع الصوت فحسب بل في عدالة لبيك في الشارع والبيت المدرسة والجامعة والمحكمة القضاء والاسواق والتجارة والاعلام والعلاقات الفردية والدولية فلنعلن جميعا (لبيك) قلبا وقالبا، بلسان وقلب، بقول وسلوك لعل الله تعالى يرحمنا في دنيانا وأُخْرانا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد