ماذا وراء الثقة القياسية بالظاهرة الذهبية? .

mainThumb

17-12-2007 12:00 AM

من يمنح الثقة بهذا المستوى ينبغي ان يملك القدرة على سحبها بنفس الدرجة

بعد مناقشات استمرت اربعة ايام حظيت حكومة الذهبي بثقة نيابية غير مسبوقة. نتيجة تشبه الى حد بعيد نتائج الانتخابات والاستفتاءات في الدول العربية. فما هي الاسباب التي تقف وراء النتيجة الذهبية?

شخصية رئيس الوزراء نادر الذهبي لعبت دورا مهما في النتيجة فرئيس الوزراء جاء من خارج الصف السياسي التقليدي ولا يرتبط بعلاقات صداقة او خصومة مع النخب السياسية, ويحمل برنامجا اقتصاديا محددا ولا يميل الى المبالغة في رفع سقف التوقعات من حكومته. في المقابل اغلبية اعضاء مجلس النواب »74 نائبا« هم من الجدد وحالهم مثل حال رئيس الوزراء يحملون برامج خدمية وتنموية وغير مسيسين.

السبب الثالث هو تراجع حصة المعارضة في البرلمان سواء الاسلامية او الشخصيات المستقلة فباستثناء النائب ناريمان الروسان التي شنت هجوما عنيفا على الحكومة السابقة وحجبت الثقة سلفا عن حكومة الذهبي لم نسمع كلمات نارية تحت القبة. صحيح ان عددا من النواب السياسيين قدموا مداخلات قوية تضمنت انتقادات لتشكيلة الحكومة وبرامجها لكنهم وكما جرت العادة منحوا الثقة للحكومة.

السبب الرابع وراء الظاهرة الذهبية هو شعور عدد لا بأس به من النواب بالجميل تجاه المؤسسات الرسمية التي كان لها الفضل الاول في وصولهم الى البرلمان بوسائل باتت معروفة للجميع. وكان من الطبيعي ان يتخذ هؤلاء مواقف معتدلة ردا للجميل.

تزامنت ثقة النواب غير المسبوقة بالحكومة مع اعلان مركز الدراسات الاستراتيجية لنتائج استطلاع اظهرت ان اغلبية الرأي العام الاردني تعلق امالا كبيرة على الحكومة رغم التراجع المستمر في ثقة الناس بالحكومات. وهذا يرتب على الحكومة مسؤوليات استثنائية في مرحلة استثنائية وصعبة تتطلب من الحكومة جهودا كبيرة لتكون بمستوى الثقة والآمال المعقودة عليها.

لكن كل ما حصلت عليه الحكومة لغاية الآن مجرد دفعة في الحساب ستفقد قيمتها اذا لم تثبت الايام المقبلة انها قادرة على الوفاء بالدين للمواطنين. لقد مرت حكومات سابقة بمراحل ذهبية في البداية لكنها سرعان ما تحولت الى عبء على الدولة يتحين صاحب القرار الفرصة لازاحتها.

بالنسبة للنواب يتفهم الرأي العام على المدى القصير هذا التأييد العارم من طرفهم للحكومة لكنه سينقم عليهم اذا ما جاء اداء الحكومة مخيبا للآمال وتقاعسوا عن محاسبتها. فمن يملك الارادة لمنح ثقة بهذا الحجم عليه ان يكون قادرا على سحبها عندما تنتفي مبرراتها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد