ولعت ..

mainThumb

29-12-2007 12:00 AM

لا صوت ـ ولا سوط ـ يعلو على صوت "الاسعار" التي ارتفعت وطالت الاخضر واليابس. والغريب ان تصريحات المسؤولين سببت ارتفاعا في الضغط وربما تسبب "جلطات". فهم يتحدثون "بمتعة" عن رفع اسعار المحروقات ، وكأن الموضوع لا يعنيهم ، وبما يشبه الاستفزاز والتشفي. لهذا سمعنا وسنسمع الآهات والاغنيات والنكات التي تعبر عن القهر وليس الفرح بعد ان اصبحت اسعار اسطوانة الغاز مثل احذية باتا (9,9) دينار. وربما تتكرر الصيغة مع باقي المواد الغذائية والسلع التي ستقضي على ما تبقى من الطبقة المتوسطة والفقيرة.

الغريب اكثر ان الناس تصرخ ، والمسؤولون يقولون كلاما غير مفهوم ويتفنون باستعراض التفاصيل والارقام واسعار الكلفة وباسترخاء يشبه حديث النائم على شواطىء ميامي. ولسان حال الناس الذين يطلقون عليهم "مواطنين" وكأن المسؤول غير مواطن ، او كأن المواطن صفة للفقراء والمعطوبين فقط... ويكفي ان تسير في الشارع او تنزل الى الاسواق او تسترق السمع الى ما تقوله ربات البيوت ، او تسمع برامج البث المباشر لتدرك احزان الناس والكوارث التي ينتظرونها جرّاء قرار رفع الاسعار. ولا ادري ان كان هؤلاء المسؤولون عن قرار رفع الاسعار قد درسوا الاثار السلبية التي سوف تنتج عن الارتفاعات المتكررة للاسعار ، والتي بدأت مظاهرها في جرائم القتل واطفال الحاويات والسرقات الى غير ذلك مما ستبديه الايام القادمة.

يتحدثون عن تحرير الاسعار بعد ان كان الناس ـ زمان ـ يتحدثون عن تحرير فلسطين. ولعل الاولوية باتت لمعيشة الناس الطفرانين ولتذهب السياسة الى الجحيم. احد سائقي السرفيس كان يثرثر ويقول "كنا زمان نوكل هوا ، والخوف الان ما نلاقي هوا". يا خوفي يرفعوا سعر الهوا،

talatshanaah@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد