كيف نختبر قانون السير الجديد؟ .

mainThumb

24-12-2007 12:00 AM

في استطلاع للرأي على أحد المواقع الالكترونية ، أظهر أقل من ثلث الأردنيين فقط ، ثقتهم بقدرة قانون السير الجديد على الحد من "الجرائم" التي تقترف على طرقات المملكة و"أتوستراداتها" المختلفة والتي تزهق ما لا يقل عن ألف حياة سنويا ، وتصيب أضعاف هذا العدد بإصابات بليغة وإعاقات مزمنة ، وتترك خلفها قصصا مأساوية وجراحا لا تندمل ، فضلا عن مئات ملايين الدنانير التي يتكبدها اقتصادنا الوطني.

مثل هذه النتيجة لا ينبغي أن تصيب المسؤولين والجهات ذات الصلة ، بالإحباط ، فالمواطن يريد أن يرى نتائج ملموسة على الأرض ، تتجسد في التزام قواعد السير وقوانين السلامة العامة وأخلاقيات المرور والتعامل مع الآخر على الطرقات ، وهذا بحد ذاتها ، لا يتحقق بمجرد إقرار القانون ، بل بملاحقة تنفيذه على الأرض بكل صرامة ، ومن دون انتقائية ومزاجية ، وبكثير من الانتباه والمراقبة لأداء القائمين على تنفيذ القانون في الميدان - في الشارع - وهم هنا رجال السير ونسائه ، فالقانون الجديد وعقوباته المغلظة ، يفتح الباب لتعسف في استخدام السلطة ، ويحدث خللا في التوازنات التي تحكم علاقة "الشرطي بالشوفير" ويغري على مقارفة بعض أشكال الابتزاز وممارسة بعض مظاهر الفساد. وفقا لـ"سائق واسع الاطلاع" ، فإن أولى النتائج المترتبة على تنفيذ القانون هي خروج عدد من السائقين من مضمار المهنة ، معظمهم من صغار السن الذين يعيثون "تشفيطا وتخميسا" في شوارعنا ومستديراتها ، فالمهنة وفقا للمصدر "مش جايبه همها" ، ذلك أن مخالفة واحدة كفيلة بالإجهاز على عائدات أسبوعين من العمل المتواصل.

لكن لا بأس ، علينا أن نذهب بعيدا في ملاحقة السائقين الطائشين ، ومن ضمنهم سائقي السيارات العمومية ، علينا أن نمنع تحكمهم بـ"الزبائن" ، أو تعسفهم في إقرار الوجهة التي يريدون الذهاب إليها ، وإسقاطهم مناطق بأكملها من دائرة "جولاتهم" اليومية كالحسين والشميساني وحي نزال والوحدات ، علينا أن نطور القانون عند عرضه على المجلس النيابي لتحويله من مؤقت إلى دائم بإضافة مواد تفرض على السائق الاحتفاظ "بالفراطة" دائما في جيب سيارته ، وتجنب انتقاء الزبائن وتفضيل الخليجيين والحسناوات والأجانب...علينا أن نمنعهم من الجمع بين السيجارة وفنجان القهوة والموبايل في يد واحدة أثناء القيادة.

علينا أن نجري اختبار "نجاعة" بين الحين والآخر ، فمعيار نجاح القانون الجديد في تحقيق الغايات التي صدر من أجلها ، تتمثل في إخلاء دوار "الداخلية" أو "المدينة الرياضية" من رجال السير والشرطة ، فإن تدفقت السيارات بسهولة ويسر على مفارقه المختلفة ، نكون قد نجحنا ، وإن تعقدت حركة السير ككرة الصوف ، نكون قد فشلنا أيما فشل ، فهل نجرؤ على النجاح؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد