عام جديد .. التشاؤم يسيطر على أمزجة الناس

mainThumb

31-12-2007 12:00 AM

ارتبط قدومه برفع الاسعار وازمات سياسية تطبق على المنطقة

بمزيج من القلق والتشاؤم يستقبل الاردنيون العام الجديد فقد ارتبط قدومه في اذهان الناس بوعود رفع الاسعار وتحرير الاسواق وزيادة الرواتب. اينما كنت ومع اي فئة اجتماعية جلست لا تسمع الا أخبار الاسعار والتنبؤات عن سوق النفط في العام الجديد الكل يتحدث عن السعر الخيالي لاسطوانة الغاز وجالون الكاز والارتفاع المتوقع على السلع والخدمات عامة.

تطمينات الحكومة بضبط الاسواق وتخفيض اسعار سلع اساسية وزيادة الرواتب تقابل بالتشكيك حتى كبار السياسيين السابقين لا يثقون بقدرة الجهات الرسمية على الوفاء بوعودها ويتوقعون موجة غير مسبوقة من ارتفاع الاسعار.

واللافت ان هؤلاء السياسيين تجدهم في بعض الاحيان وربما بسبب اطلاعهم على الحقائق اكثر تشاؤما من الناس العاديين واذا كانت حالة التذمر هي المسيطرة على الشارع فان حالة من القلق تجاه المستقبل هي المسيطرة على النخب السياسية التي تقرأ مفاعيل الازمة الاقتصادية وابعادها السياسية.

عدم ثقة الناس بجدية الاجراءات الحكومية يعود في الاساس الى انهيار الثقة المستمر في الحكومات منذ سنوات.

الناس في العادة لا يميلون الى تصديق الرواية الرسمية فالشكوك تسبق التدقيق في المعلومات ما دامت من مصادر رسمية.

لا تتحمل حكومة الذهبي المسؤولية عن هذه الحالة لكنها مثل كل الحكومات ستجد نفسها مطالبة بالافعال لا الاقوال. من حق الناس ان يشعروا بالقلق فها هي المستشفيات الخاصة تسن اسنانها لرفع اسعار خدماتها ومنذ الان بدأ مستوردون كبار واصحاب محطات وقود مخالفة القوانين لاستثمار فرق الاسعار قبل تحرير السوق. ويتهيأ المسؤولون في قطاعات المياه والكهرباء والنقل لتعديل اسعارهم ايضا.

هي اصعب السنوات يقول خبراء الاقتصاد والسياسية, ليس على المستوى المعيشي للمواطنين فحسب انما بالمعنى السياسي العام في مناطق اخرى من العالم تحوم توقعات الشعوب وامانيهم حول ما ينتظرهم من انجازات على كافة المستويات في منطقتنا نلج عاما جديدا ونحن بصدد حروب متوقعة هنا او هناك وخيبة امل من سلام ووعود في كل الجهات لا نسمع سوى اخبار الازمات ومتاريس حروب اهلية توشك على الانداع لم تكن قد بدأت في اكثر من دولة عربية وديمقراطيات تنهار لصالح جمهوريات التوريث.

افضل ما يمكن توقعه على مستوى الاصلاحات الديمقراطية في العامل العربي ان يورث حاكم عربي السلطة لابنه او ان يفرج حاكم اخر عن دفعة من السجناء السياسيين فننشغل بتحليل الخطوة باعتبارها تطورا على طريق التحول الديمقراطي. نتفاءل ام نتشاءم لا ادري..

يكفي ان يتزامن قدوم العام الجديد بزيارة الرئيس الامريكي للمنطقة لنشعر بان السنة الجديدة من اولها تحمل المصائب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد