تبدل الأعوام لا يحقق المعجزات

mainThumb

31-12-2007 12:00 AM

لا يمكن تحميل العام الذي مضى مسؤولية ما حل بعالمنا العربي من أزمات وكوارث ، ولا يجوز أن تُناط مسؤولية «تصحيح الأوضاع» بهذا العام الوليد. فالمسؤولية تقع على كواهلنا فقط ، اذ أننا نحن الذين جلبنا على أنفسنا هذه الويلات ، ونحن فقط من يملك القدرة على تغيير واقعنا الصعب الى واقع أفضل.

وبمعنى آخر ، فان انتهاء عام ومقدم عام آخر ، يمنحاننا فقط فرصة للتأمل والتقاط الأنفاس وتقويم ما حدث خلال الحقبة المنصرمة.. والأصل في هذا هو أن يستخلص المرء العبر والدروس ، فيعقد العزم على تصحيح الأخطاء ، والارتقاء بالأوضاع بعزيمة جديدة وارادة أكيدة تشحذها بداية عام جديد.

ومع أن الأحداث التي حلت بعالمنا العربي في العام المنصرم تستحق أكثر من قصيدة هجاء ، فان علينا مقاومة اغراء انزال اللعنات على العام المنصرم ، لأنه بريء مما حدث.. فالزمن لا يعدو أن يكون أكثر من صفحة مفتوحة تنقش عليها الأحداث التي يصنعها البشر.. كما أن علينا عدم الافراط بالتفاؤل بأن مقدم العام الجديد سيحقق وحده المعجزات .

وبمعنى آخر ، فاننا لن نستيقظ ذات يوم فنجد الاحتلال وقد حمل عصاه ورحل عن العراق وتركه ليعود الى أحضان أمته عربيا حرا.

كما لن يجلو الاحتلال الاسرائيلي الجاثم على أرض فلسطين من تلقاء نفسه ، ولن يتصالح الفلسطيني مع شقيقه دونما عمل دؤوب وارادة واضحة. ولن يحصل الشعب العربي على حقه في الحياة الحرة الكريمة فقط لأن الزمن تبدل ، ولأن عاما حل محل عام آخر،

وعلى الصعيد المحلي ، فان الفجوة بين الأغنياء المقتدرين والفقراء المهمشين لن تضيق من تلقاء نفسها.. كما أن الغلاء الذي يطحن الناس لن يتلاشى دونما خطط واضحة وعمل لا يشوبه التردد والارتباك. والمطلوب هو عدم اضاعة الوقت في توقع الحلول الجاهزة ، فقد ولى عصر المعجزات ، وعلينا أن نشمر عن سواعدنا لتحسين ظروفنا العربية والمحلية ، اذ أن نهاية عام وبداية آخر ليستا أكثر من مناسبة لجمع القوى واعداد الخطط لمواجهة الواقع بالارادة الواضحة والعزم الأكيد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد