بعد سورية .. هل نشهد انفتاحا اردنيا على ايران? .

mainThumb

29-12-2007 12:00 AM

دراسة للدكتور الزويري تنصح بخيار الدبلوماسية الصامتة مع طهران.

نصحت دراسة اعدها الدكتور محجوب الزويري مدير وحدة الدراسات الايرانية في مركز الدراسات الاستراتيجية حول العلاقات الاردنية الايرانية بفتح حوار على المستوى الدبلوماسي الثاني بين البلدين لاستكشاف افاق العلاقة المستقبلية وفرص الخروج من حالة الجمود التي تسيطر عليها, اخذا في عين الاعتبار طبيعة القضايا الخلافية وموقع كل من ايران والاردن في التحالفات الدولية.

المسؤولون الاردنيون لم يعودوا متشددين تجاه العلاقة مع ايران كما كانوا في السابق. فمنذ عدة شهور بدأت السياسة الخارجية الاردنية تشهد تغيرا ملموسا في نظرتها للعلاقات الاقليمية, لغة المحاور الحادة التي عاشتها المنطقة والتجاذبات بين المعتدلين والمتشددين خفت وتيرتها رغم احتدام المواجهة بين المعسكرين في لبنان.

مع شعور الاردن بتضاؤل فرص السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتوقعات بانكفاء امريكا على نفسها مع بدء الحملة الانتخابية الرئاسية وانقسام الادارة الامريكية تجاه الموقف مع ايران وسورية بعد تقرير بيكر هاملتون وتقرير الاستخبارات الامريكية بدأت السياسة الاردنية تأخذ مسافة قليلة عن السياسة الامريكية في المنطقة وتستجيب لدعوات الانفتاح على كل الاطراف في الاقليم والمناورة على الجبهات كافة للحفاظ على المصالح الوطنية.

وفي هذا السياق جاءت القمة الاردنية السورية قبل شهر تقريبا التي دشنت مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين تتوج اليوم بالتوقيع على حزمة من اتفاقيات التعاون الثنائي. وتناقلت وسائل اعلام منذ ايام معلومات عن قمة اردنية قطرية متوقعة الشهر المقبل.

الموقف من ايران كان احد اهم اسباب تدهور علاقة الاردن مع كل من سورية وقطر وطالما اعتبر الاردن هذا التحالف مسؤولا عن خلق الازمات في لبنان وفلسطين اضافة الى الخلاف مع ايران حول دورها في العراق.

الانفتاح الاردني على سورية الذي قطع شوطا مهما وعلى قطر اذا ما صحت التقارير الاعلامية ربما يكون مقدمة للانفتاح على ايران وفي هذا الصدد تؤكد مصادر رسمية ان الاتصالات السرية بين البلدين لم تنقطع رغم ما يبدو على السطح من جمود وتوتر.

الاساس الذي يمكن ان تبنى عليه علاقات طبيعية بين الاردن وايران هو احترام البلدين لمصالح بعضهما البعض . واذا كانت علاقة الاردن باسرائيل اصل المشكلة فان تأثير هذا العامل ينبغي ان يوضع جانبا بعد ان قبلت ايران باجراء مباحثات واتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة الامريكية حول العراق رغم انها قوة احتلال مثلها مثل اسرائيل في الاراضي الفلسطينية.

في المقابل فان ما يقال عن ان دعم ايران لحماس يشكل تهديدا للاردن لم يعد امرا جديرا بالخلاف فقد اثبتت تجربة الاشهر الماضية من حكم حماس في غزة حقائق مغايرة للمخاوف الاردنية.

كما اكدت المعطيات السياسية ان عدم التزام اسرائيل باستحقاقات السلام هو الذي يدعم تيار التشدد في المنطقة ويعطي لقوى المقاومة المسلحة مبررا قويا في مواجهة سياسات اسرائيل العدوانية والوحشية.

جميع دول الاعتدال العربي تخلت عن سياسة التشدد والقطيعة تجاه ايران بعد ان لاحظت تقاربا امريكيا ايرانيا على ارض العراق. فقد شرعت مصر بحوار دبلوماسي معمق مع ايران خلال الاشهر العشرة الماضية نجح على ما يبدو في تعبيد الطريق امام عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وفي الاثناء كانت المملكة العربية السعودية تتخذ خطوات مماثلة منفردة او بالتعاون مع دول الخليج ويكفي في هذا الصدد الاشارة الى مشاركة الرئيس الايراني في قمة مجلس التعاون الخليجي الاخيرة في قطر ودعوة العاهل السعودي لاحمدي نجاد لاداء مناسك الحج هذا العام.

الاردن الذي اتخذ موقفا معارضا للحرب على ايران وايد حقها في امتلاك طاقة نووية لاغراض سلمية مؤهل اكثر من غيره للشروع في حوار جدي مع ايران لاعادة الزخم للعلاقات بين البلدين من دون تنازلات يقدمها او شروط يفرضها على الطرف الاخر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد