إعلام غير مكلف

mainThumb

13-01-2008 12:00 AM

تزايد عدد مواقع الانترنت ، بهذا الشكل ، يهدد الصحافة الاسبوعية ، في الاردن ، لاعتبارات عديدة ، وغدا وبعد غد ، سنسمع عن مواقع صحفية الكترونية جديدة.

مع موقع عمون الالكتروني ، الاب الشرعي للصحافة الالكترونية في الاردن ، هناك دنيا نيوز ، شبكة السوسنة ، سرايا الاخبارية ، رم للاخبار ، مرايا نيوز ، البلقاء نيوز ، شيحان نيوز ، الحقيقة نيوز ، وغدا ، يستعد الغيب ليلد موقع "اجبد" الالكتروني ، وموقع "خبرني" ، وكلفة تأسيس اي موقع لا تتجاوز الالف دينار ، بالاضافة الى الحاجة الى جهاز كومبيوتر ، وقليل من المصادر ، وتفرغ الصحفي صاحب الموقع ، لتحديث الموقع ، خلال النهار والليل.بالمقابل تدفع الصحف الاسبوعية ، كلف طباعة ، ورواتب موظفين ، ومشاكل مع الرقابة ، وحتى قلة الاخبار الانفرادية ، حين توجد ثلاثون صحيفة اسبوعية ، تتقاسم الاسبوع الاخباري والاعلاني ، فلا تترك لبعضها البعض شيئا ، والصحيفة الاسبوعية التي بحاجة الى خمسين الف دينار ، سنويا ، لا تستحق الرهان ، ولا التعب ، اذ ان هذه الكلفة المرتفعة جدا ، والتزاحم على سوق التوزيع والاعلان ، امر يرهق الصحف الاسبوعية ، ويجعل مهمة اصدارها متعبة جدا ، مهما تميزت الاسبوعية ، في انفراداتها ، اذا توفرت ، وفي اخراجها ونوعية ورقها.

مواقع الانترنت ، لم تترك اسبوعا اخباريا ، ولا يوما اخباريا ، فحرق الاخبار ، يجري ساعة تلو ساعة ، بالاضافة الى ان مواقع الانترنت ، ترضى بعقد اعلاني واحد ، لعام كامل ، يجعلها تربح ماليا ، فلا كلفة ايجارات ، ولا طباعة ، ولا موظفين زاهدين او متطلبين ، ولعل الاهم ، ان جهاز الكومبيوتر ، دخل اليوم ، كل بيت ، وكل مكتب ، والشبكة العنكبوتية ، هي موزع الاخبار اليوم ، دون ان تطلب نسبة ، او عمولة ، ودون ان تجعل الناشر يشعر بالقرف والملل من سوء التوزيع ، او اختفاء الكميات ، او المرتجعات.

ما يحدث ، هو خلق جمهور جديد ، فبدلا ، من انتظار قارئ يشتري الصحف الاسبوعية ، بات ممكنا اليوم الدخول الى موقع الكتروني ، يمزج في هويته المهنية بين الصحيفة اليومية والاسبوعية ، حيث يأخذ من اليومية قدرتها على حرق الاخبار اولا بأول ، ويأخذ من الاسبوعية سقفها العالي ، وينفرد عن كليهما ، بقلة النفقات ، واذا كانت مواقع اخبارية عربية كبيرة ، لم تصمد خلال السنوات الماضية ، فان المواقع الاخبارية الاردنية ، سوف تصمد كونها مواقع شخصية ، لا تكبد اصحابها اي نفقات ، وكل هم الناشر ان يحصل على خبر انفرادي ، ولا تواجه اي ناشر ، مشكلة ، بقدر خطف الاخبار من موقع لاخر ، والتعديل على الخبر الانفرادي ، بحيث يبدو ليس مختطفا ، والامر ينطبق على مواقع الصحف اليومية الالكترونية ، التي تسطو على اخبارها ، بعض المواقع الالكترونية ، بعد منتصف الليل ، وتعدل عليها ، حتى لا تبدو مختطفة.

ستحتاج الصحف الاسبوعية ، الى جهد هائل للصمود ، خلال العامين المقبلين ، امام فورة المواقع الالكترونية ، في الاردن ، وستجد الصحف الاسبوعية نفسها ، امام خطر الاضمحلال ، او الاضطرار الى ايجاد مواقع الكترونية ، تابعة لها ، ومنافسة ، بقوة ، وسنجد في الاردن ، ان كل صحيفة يومية او اسبوعية بحاجة الى موقع الكتروني ، مواز وقوي ، حتى لا تفقد اي صحيفة ميزتها ، وسط هذه المنافسة.

اخطر ، ما تواجهه مواقع الانترنت ، هو خطر فصل الموقع عن الخدمة ، فالصحيفة الاسبوعية ، بحاجة الى قرار محكمة والى التقاضي ، والى اجراءات معقدة ، في حال تقرر اتخاذ اجراء ضدها ، اما مواقع الانترنت ، فان اي قرصان متخصص ، قادر على الاطاحة بالموقع خلال لحظات ، عبر فيروس ، يخترق الموقع ، او اي وسيلة كانت ، ورسميا ، قد لا تكون هناك حاجة لاتخاذ اجراءات ، لكبح المواقع الالكترونية ، اذ ان غيابها القسري عن الشاشة ، قد لا يحتاج سوى دقائق ، تجعل اي موقع يختفي الى الابد ، بما يجعل المواقع ايضا ، تحت وطأة هذه المخاوف ، مما يؤثر على سقفها من جهة اخرى.

جميل هذا التنافس الاعلامي ، والاجمل ، ان يقدم لنا البعض ، ما هو جديد ، فلا.. تستنسخ المواقع بعضها البعض. oM.tair@addustour.com.j



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد