الاردن .. جهود دبلوماسية خلف الستارة لانجاح زيارة بوش

mainThumb

04-01-2008 12:00 AM

هل ستكون الاولوية للتحريض على ضرب ايران ام السلام في الشرق الاوسط ؟ .

تزخر اجندة الرئيس الامريكي خلال زيارته للمنطقة بعد ايام بحرمة من القضايا والاولويات التي تتصل بالمصالح الامريكية. الخارجية الامريكية في تصريحاتها الصحافية تعطي الانطباع بأن هدف الرئيس بوش من الزيارة هو اعطاء زخم للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وصولا الى اتفاق سلام او على الاصح »تسوية« قبل نهاية العام الحالي حيث يغادر بوش البيت الابيض.

بيد ان اهتمامات بوش وفق تصريحات ستيفن هادلي وغيره من المسؤولين في البيت الابيض تتركز الى جانب قضية المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية على قضايا اخرى اولها الموقف من ايران وسيتبدى هذا الاهتمام خلال زيارته للدول الخليجية بالاضافة الى الاوضاع في العراق.

مع اهتمام خاص بالوضع في لبنان وقال هادلي في تصريح صحافي امس الاول ان بوش يسعى من وراء جولته الى حشد التأييد للحكومة اللبنانية في مواجهة المعارضة. اما زيارته للدول الخليجية فستكون مناسبة لشن حملة تحريض ضد ايران وتدعم اسرائيل بقوة هذا الاتجاه.

كل هذه المعطيات يدركها الجانب الاردني ولهذا يحاول بشتى الوسائل جعل عملية السلام في الشرق الاوسط العنوان الابرز لزيارة بوش.

وفق مسؤولين اردنيين لا يحمل الرئيس الامريكي افكارا محددة ولا حلا وسطا للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وبالامس اعلن في واشنطن ان بوش لا يعتزم عقد لقاء ثلاثي مع محمود عباس واولمرت . الادارة الامريكية تريد توظيف الزيارة بحد ذاتها لاعطاء زخم للمفاوضات الثنائية . ويرى خبراء سياسيون ومحللون من مختلف الاطراف ان التعويل على الزيارة كحافز للتقدم بالمفاوضات يحمل في طياته مبالغة شديدة تتهاوى امام حجم الخلافات بين الطرفين.

المسؤولون الاردنيون يتجنبون الخوض في التوقعات بشأن نتائج الزيارة وما يمكن ان يترتب عليها من خطوات في المستقبل, لديهم انطباع ان هذا العام سيشهد تقدما ملموسا في عملية السلام وينبغي عدم اضاعة الوقت في التحليلات وتكثيف الجهود لتحقيق هذا الهدف الحيوي الذي جرى التفاهم حوله في »انابوليس«.

الاردن ليس مشمولا في جولة بوش للمنطقة لكن ذلك لم يؤثر على مستوى التحركات الدبلوماسية التي يبذلها لتحقيق اهدافه من الزيارة.

يوم الاربعاء الماضي التقى الملك عبدالله الثاني الرئيس الفلسطيني وتصدرت زيارة بوش المباحثات ويوم الخميس استقبل الملك في العقبة رئيس الوزراء الاسرائيلي, الحديث كان حول ما يتوجب على اسرائيل ان تتخذه من خطوات لاثبات انها تريد السلام حقا مع الفلسطينيين . فهناك قناعة اردنية رسمية بأن النشاط الاستيطاني الاسرائيلي والقصف المتواصل لغزة الذي استمر اثناء وجود اولمرت في العقبة والاجراءات الاخرى ذات الطابع الاحادي افعال تتناقض مع اقوال الاسرائيليين عن السلام مع الفلسطينيين.

النشاط الدبلوماسي الاردني لا يتوقف عند مستوى الاجتماعات والزيارات العلنية خلف الكواليس تتواصل الاتصالات مع مسؤولين امريكيين واوروبيين الى جانب حركة المبعوثين التي لا تتوقف الى عدة عواصم غربية وعربية. وهناك اتصالات هاتفية مباشرة بين جلالة الملك والرئيس الامريكي واخرى مع وزيرة الخارجية الامريكية وفي الايام القليلة المتبقية على زيارة بوش سنشهد تكثيفا في الاتصالات مع مسؤولين دوليين كبار.

التشاؤم يسيطر على توقعات المراقبين بشأن نتائج زيارة بوش لكن الدبلوماسيين واصحاب القرار لا يتوقفون عن المحاولة مهما كانت التوقعات.

الاسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة لتقييم نتائج الزيارة فإما يتحقق الوعد بالدولة الفلسطينية المستقلة قبل نهاية العام او تدخل المنطقة بجولة جديدة من الصراع بانتظار الراعي الامريكي الجديد بعد انتخابات الرئاسة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد