حماس وفتح بين المتاجرين والشامتين

mainThumb

06-01-2008 12:00 AM

كان عيد الاضحى عيدا دمويا للفلسطينيين، فقد سال الدم الفلسطيني بيد فلسطينية وبصواريخ صهيونية. ان الازمة الفلسطينية الحالية تحتاج الى وعي فلسطيني وعربي، فلا يجوز ان تبقى الاوضاع بهذا الشكل، فلا حماس مقبولة لدى العالم، ولا فتح قادرة على ايقاف الاستيطان وابتلاع القدس. وبين التعنت الحزبي تتقدم رؤوس مريضة او عميلة لتتاجر او تشمت او تصطاد في الماء العكر.

والردح الاعلامي من المنظمتين لا يفيد، والشعب الفلسطيني بانتظار من يمسح جرحه المزمن، ونحن العرب نتألم لألمهم ونكره خلافهم وتصارعهم وفي كل الاحوال، فان الرئيس عباس هو المسؤول الاول في الشعب الفلسطيني مدعو لايقاف هذه المهزلة فهو يعرف ان حماس منظمة فلسطينية لها شعبية كبيرة ظهرت في الانتخابات الاخيرة، وهو المناضل العريق الذي شهد سقوط الاتحاد السوفييتي وافول البعث في العراق واعدام صدام، ورأى بأم عينيه تسليم ليبيا لمفاتيح السلاح النووي الذي كانت تعد العدة لانتاجه. هذه متغيرات بل زلازل. فاذا كان عرفات الرئيس الراحل قد قام بدور في التاريخ الفلسطيني، فان الايام لا تنتظر وعلى الرئيس (محمود عباس) ان يكون أباً لكل الفلسطينيين. مبادرة الحوار جيدة وحتى تنجح لا بد من ايقاف الضخ الاعلامي المغرض تجاه حماس والتي نطالبها بموقف مماثل. حماس لا تمنع السلطة الفلسطينية من ايقاف بناء المستوطنات في القدس، وحماس لا تمنع المليارات السبع وزيادة (والتي اقرت في مؤتمر باريس) حتى يعم خيرها على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة. واذا استطاع عباس ان يوقف قصف الطائرات لغزة واصطيادها للفلسطينيين فهذا واجبه، واذا لم يستطع فلا يملك ان يمنع أي صاروخ من ان ينطلق من غزة حتى لو كان (فتاشاً) على رأي بعض الكارهين لحماس. نختلف مع حماس وفتح ولكن لا نكره الخير للشعب الفلسطيني. هذه الفتاشات ازعجت القيادة الصهيونية التي تتقن الابتسام امام الكاميرا وفي المؤتمرات واللقاءات ولكنها لا تقدم شيئاً على ارض الواقع. اذا ارادت اسرائيل ان تقنع العالم بالسلام فلتقدم شيئا ملموساً. ما نلمسه الا مستوطنات وطائرات تقذف الحمم والصواريخ وضغط اقتصادي واستهانة بأمة العرب جمعاء ومن ورائهم امة الاسلام.

ما نريده من حماس وفتح التحلي بالوعي السياسي بعيد المدى، والذي يقوم على قاعدة التناقض مع الصهيوني وليس التناقض الداخلي الفلسطيني الفلسطيني. ويجب ان يقبل الجميع بنتائج الانتخابات ومظهرها المجلس التشريعي إذ كيف يتم تعطيله بأيدي الفلسطينيين؟! ليأمر عباس باجتماع المجلس ومن ثم نقترح على حماس ان تتنازل عن قيادة الدفة الحكومية لان الظرف السياسي الدولي لا يحتملها وفقاً لما تحمله من طروحات سياسية وليقد الحكومة شخص بعيد عن فتح وحماس وعنوانه مصلحة الشعب لا مصلحة فئة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد