دمعة وفاء على من أحببناه وفقدناه

mainThumb

04-01-2008 12:00 AM

رحل ابو الفقراء والمحتاجين ..رحل شهم عظيم أفعاله الكريمة في عنق كل كريم وكريمة ومسكين وفقير ..رحل فجر عيد الأضحى المبارك في يوم مشهود من أيام الله في يوم عظّ?Zم الله أمره ورفع على الأيام قدره في يوم ركن الحج العظيم يوم عرفة خير أيام الله....غاب عنا رجل الأعمال الحاج عبد الحميد أبو شقرة رحمه الله.. والله إنها لتعجز الكلمات عن وصف ما يعتري قلبي من الأسى والحزن العميق لإنسان ساهم في كثير من أعمال الخير وقد وفقه الله فحقق نجاحات باهرة في أعماله وتجارته يشار اليها بالبنان..أسس مدرسة الصفوة الشرعية وتبرع بجناح في كلية أصول الدين والدعوة وبنى مسجدا حمل اسمه غرب النهر ، وكان رحمه الله منفقاً سخيا في جميع أوجه البر، خدم المجتمع بكل غالي ونفيس وكان مثالا ً لعمل الخير معطاء محبا للنفقة والصدقة والبذل..جهز على نفقته الخاصة عشرات الباصات للحج والعمرة.. والكل يشهد له بذلك فقد أوسع الأيتام والفقراء رحمة وإغداقًا وأوسع الكل خيرا وبرا ومعروفا وأبدى صدقاته قاصدا وجه الله سبحانه.. .. وتعاهد الطلاب ومن تجب لهم النفقة..وأشبع الفقراء في رمضان وغير رمضان.. عرفته عملاقا يهب لإغاثة الملهوف والمحتاج.. عرفته وفياً لعلاقاته ودوداً في تعامله حسن المعشر لطيف المؤانسة غرس محبته في قلوب كل المحبين ونفوس كل من عرفوه..وترك بصماته في خدمة كل من قصده... لأجل هذا بكتـك?Z القلوب والعيون ، وحزن عليك كل من عرفك?Z أو سمع بك ، وتوافد كل من سمع بوفاتك لوداعك يوم انتقالك إلى رحمة ربك في جنازة مهيبة .يلهج الناس بالثتاء على سيرتك الطيبة ويجتهدون في اقتفاء أثرك وترسم خطاك.. ونحن هنا لا نشهد إلا بما علمنا من سجاياك وخصالك الحميدة ، ولا نعلم إلا القليل ، وهو غيض من فيض بالنظر إلى ما هو معروف من سيرتك الحافلة بالعطاء ،ويا لها من حياة كلها عظيمة وخيرة، فالخلق كل يوم يموتون ،ويدفن منهم الآلاف والآلاف من كل الفئات والأعمار ومن كل الشعوب والأمم والأجناس ، لكن القليل منهم الذين تخلّد ذكراهم ،بما قدّموا من جليل الأعمال ، وبما تركوا من مآثر يتجدد حبّ الناس لهم ببقائها فيهم.. ما زالت كلماته الطيبة ونصائحه القيمة تقرع سمعي و تترد في أذني.. رحلت عنا يا عم أبا رائد بجسدك الطاهرلكن روحك ستظل ترفرف بيننا.. رحلت عنا ولكن بقيت ذكراك تعطّر أنفاس المكان ..خسارتنا برحيلك عظيمة..هنيئا لك قربك من مولاك الذي أحسن وفادتك واختارك إلى جواره في أيامه المباركات ولياليه المعدودات. خسرنا جميعا انساناً بكل ما ترمز إليه الكلمة....عزاؤنا وكل محبيك من أهلك ومعارفك أنك في منزلة عالية عند المولى الرحيم ، الذي لا تضيع عنده الودائع عزاؤنا في السمعة الحسنة، والأثر الطيب الذي تركه، والبذرة الصالحة التي غرسها.. فإذا انطوى جسدك وغاب وراء التراب فإن روحك المفعمة بالقيم والفضائل والإنسانية تبقى مطلة من عليائها لأن الجميع يذكرك في كل وقت وحين. ومما يعزينا أن اللقاء بيننا وبينك لن يطول فالطريق واحدة والمنتهى واحد واللقاء أكيد، وإن لنا أسوة حسنة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعندما كان يحضر أحدهم الموت كان يقول: واطرباه غداً ألقى الأحبة محمدا وصحبه. ولنا أيضا في الخنساء رضي الله عنها أسوة عندما قالت حين فقدت أولادها الأربعة شهداء يوم القادسية:الحمد الله الذي شرفني باستشهادهم وأرجو أن يجمعني الله بهم في مستقر رحمته. داعين الله تعالى أن يشفع له عمله الطيب وبذله الجميل عند الله تعالى.سلام عليك في الأولين والآخرين وإلى أن نلقاك في الفردوس الأعلى بإذن الله على سرر متقابلين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد