معلم ومنهاج

mainThumb

15-01-2008 12:00 AM

خلال السنوات الاخيرة شهدت المناهج الدراسية المدرسية عمليات تغيير وتبديل. طبعاً عملية التغيير تكون ضرورية لتطوير التعليم ومواكبة المتغيرات، لكننا في الاردن نشهد ايضاً عمليات تغيير اصبحت كثيرة. ولعل المواطن قرأ تصريحاً مؤخراً حول نية جديدة لدى وزارة التربية بتغيير المناهج، وهذا يعني ان هناك قناعة بأن جزءاً من التغيير الذي تم على المناهج لم يكن مناسباً.

نتمنى ان لا تترافق سلسلة التغييرات مع تغيير الوزراء، بخاصة ان الوزير السابق شغل موقعه سنوات طويلة، قد تكون وفرت لخلفه قناعة بأن بعض ما تم خلال تلك السنوات يحتاج الى تعديل.

المناهج، مثل التشريعات والقوانين، لا بد ان تتوفر فيها صفة الاستقرار، ومن اسباب الاستقرار ان لا تتبنى الحكومة اي منهاج جديد قبل ان تكون متأكدة من دقة منهجيته ومناسبته للطلبة؛ لان دخول اي منهاج على اي مرحلة دراسية يعني تغييرات لدى المعلم والطالب، وقد يستغرقان وقتاً للتكيف معه، فحتى المعلم يحتاج الى وقت ليستوعب الجديد ويدرسه ليكون قادراً على تدريسه فكيف بالطالب وولي الامر.

العملية التربوية تحتاج الى تطوير في الوسائل والمناهج، لكن هناك فرقا كبيرا بين التطوير والتجريب. فالمدرسة ليست مختبراً لاختبار المناهج؛ لان جزءاً كبيراً من الاختبار يجب ان يتم قبل ادخال المنهاج على الطالب، وسحب المناهج وتعديلها ليس دليل عافية في مؤسسة التربية والتعليم، وهي اشبه بلجوء الحكومات الى القوانين المؤقتة او سرعة التغيير في هذه التشريعات. لهذا يجب ان تحظى المناهج بحالة كاملة من الاستقرار، وان لا تكون عرضة للتغيير خلال فترات قصيرة. وبخاصة للصفوف الاساسية الاولى او الصفوف الاخيرة، مثل التوجيهي والسنة التي تسبقه لان حجم الاضرار خلال هذه الصفوف كبير.

وما دمنا في حيز وزارة التربية فإن ما ذكره رئيس الوزراء خلال زيارته لمدينة اربد قبل ايام من علاوات مجزية لمعلمين يعملون خارج نطاق محافظاتهم او الويتهم امر ايجابي وهام. والعلاوة الاضافية ستصل في حدها الاقصى الى (150) ديناراً، وهو مبلغ جيد يمكن ان يحل مشكلة عزوف المعلمين والمعلمات عن العمل بعيداً عن مناطق سكناهم، لكن من الضروري ان يكون صرف هذه العلاوات او المكافآت بأثر رجعي، اي ليس فقط لمن سيتم تعيينهم بعد القرار، بل للمعلمين الذي يعملون الآن خارج اطار محافظاتهم وألويتهم ودوائرهم، فهذا يحقق نوعاً من الاستقرار وقد يخفف من طلبات النقل الخارجي.

sameeh.almaitah@alghad.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد