أهم من الزيارة !! .

mainThumb

12-01-2008 12:00 AM

كثيرون تساءلوا ، ومعهم الحق كله ، عن سبب عدم شمول الأردن بجولة الرئيس الأميركي جورج بوش الأخيرة إلى المنطقة والتي قادته ، بالإضافة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل ، إلى كلٍ من الكويت البحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والحقيقة أنه كان يجب إيضاح هذا التصرف لأن عدم إيضاحه بالصورة الكافية جعل البعض يذهبون مذاهب كثيرة وجعل خيالهم يشطح بعيداً وجعلهم يستنتجون تصورات لا هي دقيقة ولا هي صحيحة .

ولمعرفة حقيقة الأمر بالنسبة لهذه المسألة ، التي إسترعت إنتباه الكثيرين هنا في الأردن وهناك في الخارج ، كان يجب ومنذ البداية إيضاح أن الرئيس الأميركي قد حدد ثلاثة محاور لزيارته هذه قبل أن يأتي إلى المنطقة ويقوم بهذه الجولة التي رغم وصف البعض لها بأنها مجرد رحلة سياحية ودينية إلاّ?Z أنها في غاية الأهمية وأنه ستترتب عليها أشياء كثيرة إن ليس في هذا العهد ففي العهد الذي سيأتي بعد عام وسواء كان عهداً ديموقراطياً أم جمهورياً !! .

وهذه المحاور التي حددها الرئيس بوش عشية جولته هذه والتي بقي يتحدث في كل محطات هذه الجولة هي : أولاً ، عملية السلام في الشرق الأوسط والوعد الذي إقترب من حدود الإلتزام بتوقيع إتفاق فلسطيني - إسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة إلى جانب دولة إسرائيل قبل نهاية ولايته التي تنتهي مع نهايات العام الحالي .

ثانياً ، وضع خطة أمنية للتصدي للتطلعات الإيرانية في هذه المنطقة وعلى نحو خاص منطقة الخليج التي تعتبر إستراتيجية وذات أهمية قصوى لأهل إقليم الشرق الأوسط وللعالم كله .

ثالثاً ، ضمان حل الأزمة اللبنانية وفقاً لما يعزز إستقلال لبنان ويحفظ وحدته ويبعد عنه التدخلات الإقليمية الخارجية والمقصود هنا هو التدخلات الإيرانية والتدخلات السورية .

إن هذه هي محاور زيارة بوش الحالية إلى هذه المنطقة ونحن إذا دققنا في هذه المحاور فإننا نجد أن المحور الذي يهم الأردن قبل غيره وأكثر من غيره هو محور القضية الفلسطينية وهنا فإنه على المتسائلين أن يدركوا مغزى أن يكون إتصال الرئيس الأميركي مع جلالة الملك عبدالله الثاني هو الاتصال الوحيد الذي أجراه بوش مع أيٍّ من قادة وزعماء الشرق الأوسط عشية وصوله إلى رام الله وتل أبيب وهذا يعني أنه حرص على الأخذ بوجهة النظر الأردنية سلفاً بالنسبة لأهم قضية في هذه المنطقة .

كان جلالة الملك عبدالله الثاني قد أجرى لقاءات في غاية الأهمية عشية مجيىء الرئيس الأميركي إلى هذه المنطقة شملت تباعاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهودا أولميرت والرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي كما وكان أجرى بالإضافة إلى بوش إتصالات هاتفية مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومع الرئيس المصري حسني مبارك ولهذا وكمحصلة فإنه يمكن القول أن الدور الوحيد الذي كان حاضراً في المحادثات التي أجراها رئيس الولايات المتحدة في القدس الغربية وفي رام الله في الضفة الغربية هو الدور الأردني .

لا يمكن التقليل من أهمية الأدوار التي تلعبها الدول العربية التي زارها وسيزورها بوش خلال جولته الحالية ، وهي الكويت والبحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر ، بالنسبة للقضية الفلسطينية لكن الملاحظ أن كل هذه الزيارات قد جاءت بعد أن أنهى الرئيس الأميركي محادثاته ومفاوضاته مع الفلسطينيين والإسرائيليين وأنها تركِّزُ ، كما كان قد أعلن مسبقاً ، على الموضوع الإيراني وعلى السعي للإتفاق على خطة أمنية لمواجهة إحتمال تمدد إيران العسكري والأمني والسياسي في هذه المنطقة وهذه المسألة لا علاقة للأردن بها بصورة مباشرة .

ثم وأن زيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إلى عمان التي سبقت زيارة أمين عام جامعة الدول العربية إلى بيروت تدل على أن الطرف الرئيسي اللبناني حريص كل الحرص على أن يبقى الموقف الأردني حاضراً بالنسبة لكل تطورات القضية اللبنانية والمعروف أن القيادة الأردنية حرصاً منها على تماسك هذا البلد العربي الشقيق واصلت دعمها للحكومة اللبنانية الشرعية ولذلك فإنه يمكن القول وبالمزيد من اليقين أن ما قام به الأردن خلال الأيام الأخيرة وخاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية ومجريات العملية السلمية أهم كثيراً مما لو قام الرئيس بوش بزيارة عمان زيارة بروتوكولية سريعة !! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد