وعد بلفور ووعد بوش

mainThumb

25-01-2008 12:00 AM

مؤتمر انا بوليس لم يقابل بالحماس، لا في فلسطين ولا في إسرائيل. الفلسطينيون يخشون ان لا يكون المؤتمر اكثر من مناسبة لتصوير المسؤولين الاميركان وهم يمارسون السياسة العالمية. والإسرائيليون يخشون ان ينجح المؤتمر ويضع إسرائيل تحت الضغط للانسحاب الكامل من الضفة والقطاع. بما فيها القدس الشرقية.

الرئيس الأميركي، تعهد بقيام الدولة الفلسطينية قبل نهاية عام 2008، وهذا وعد أقوى من حيث الشكل من وعد بلفور الذي لم يلتزم بأكثر من (النظر بعين العطف) الى قيام وطن قومي لليهود في فلسطين، التي كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية. كل ما هنالك ان بلفور كان يعني ما يقول، في حين ان بوش يتقدم خطوة ثم يتراجع خطوتين، ويخاطر بمصداقيته.

الحل في نظر بوش لا يجوز فرضه من الخارج، بل بالتفاوض بين المعتدي المدجج بالسلاح والضحية العزلاء. وهو التفاوض الذي امتد سنوات دون ان يصل الى نتيجة لسبب اصبح واضحا للعموم وهو ان إسرائيل لا تريد حلا، فالوضع الراهن مريح، يؤمن لها مزايا، الاحتلال ويعفيها من تبعاته.

اذا كانت إسرائيل تريد ان تسجل هويتها اليهودية فهذا شأنها، وتستطيع اذا شاءت ان تسمي نفسها دولة إسرائيل اليهودية، كما سمّت إيران نفسها جمهورية إيران الإسلامية. لكن ليس من حق إسرائيل ان تطالب الفلسطينيين بالاعتراف لها بهذه الهوية، لأنها خلافا لإيران التي لا تفرض هويتها على جميع مواطنيها، ترغب ليس فقط في استبعاد عودة اللاجئين الفلسطينيين حفاظا على هذه الهوية العنصرية، بل ايضا محاولة التخلص من مواطنيها الفلسطينيين وتحويلهم رسميا الى جالية أجنبية، او مواطنين من الدرجة الثانية، وربما التخلص منهم في نهاية المطاف.

في مؤتمري قمة، عرض العرب على إسرائيل الأمن والاعتراف وتطبيع العلاقات مقابل الانسحاب الكامل من جميع الأراضي التي احتلتها عام 1967، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. لكن إسرائيل تريد الاعتراف العربي مجانا، وترفض السلام والانسحاب. ومن الغرابة ان ما يسمى بالمجتمع الدولي لا يتدخل، ولا يحمّل إسرائيل مسؤولية إفشال كل مبادرات السلام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد