حكومة قوية في الدوار الرابع! .

mainThumb

13-01-2008 12:00 AM

ليس مهما ان تكون الحكومة ميدانية او عمانية الاهم ان تملك صلاحياتها
في الرد على ما قالته الحركة الاسلامية في خطابها النيابي بأن هناك 3 حكومات في الاردن اضعفها تلك الموجودة في الدوار الرابع وتتقدم بطلب ثقة النواب دافع رئيس الوزراء نادر الذهبي في حينه عن حكومته واكد انها الوحيدة في الاردن التي تتولى ممارسة كامل صلاحياتها الدستورية.

لم يكتف الذهبي بالتأكيد على قوة حكومة "الرابع" وانما زاد بالقول انها ليست في الدوار الرابع فقط وانما في المحافظات والمتصرفيات والدوائر الرسمية. كلام الذهبي جاء في معرض رده على مطالب المواطنين خلال زيارته لمحافظة اربد امس الاول.

على الدوام طاردت الاتهامات الحكومات الاردنية المتعاقبة في السنوات الاخيرة, بعض الحكومات وصفت بأنها حكومات "عمانية" لا تعرف هموم الشعب في المحافظات والبلدات البعيدة ولا تهتم بغير شؤون "البزنس" وحكومات اخرى كانت تعوض عن ضعفها وتهميشها في عمان بنشاط ميداني في المحافظات مبالغ فيه لا ينتج تنمية او ازدهار, بينما حاولت حكومات اخرى ان تجمع بين الطابع الميداني والحضور السياسي في الدوار الرابع لكنها اخفقت بسبب عدم قدرتها على الدفاع عن صلاحياتها.

وعانت حكومات كثيرة في التاريخ الاردني من اتهامات بالجهوية استنادا الى مسقط رأس الرئيس او نسبة التمثيل الجغرافي في التشكيلة الوزارية وكان أمرا مألوفا ان تسمع بعد تشكيل حكومة جديدة من يقول انها حكومة "شمالات" او حكومة "بلقاوية" او "جنوب". وعندما يغيب تمثيل جهة ما او محافظة عن تشكيلة الحكومة كما حدث مع حكومة عدنان بدران كان ذلك كفيلا بهز اركانها واتهامها بأنها لا تمثل كل الاردنيين.

ليس مهما موقع الحكومة, فالاشارة الى "الدوار الرابع" تتعدى الطابع المكاني وتعني بالدرجة الاولى صلاحيات الحكومة ومكانتها في اتخاذ القرار.

تعرضت صلاحيات الحكومات في السنوات الاخيرة الى هجوم منظم من طرف تيار سياسي كان وما يزال يسعى لتفكيك المؤسسات الدستورية لحساب اللجان والهيئات ويريد استبدال الوزارات بالمكاتب الاستشارية وتوزيع المسؤوليات على عدد غير محدود من المراكز الفرعية وقد تمكن انصار هذه المدرسة من انجاز مراحل لا بأس بها من مشروعهم فنشأت حكومات الظل وتولى آخرون الصلاحيات الدستورية للحكومة واصبح الوزراء تابعين لموظفين يتلقون منهم الاوامر والتعليمات, فتراجعت مكانة "الدوار الرابع" في نظر الناس. هذا الواقع المعقد خلق مشاكل عويصة للسلطة التنفيذية تجلت بصورة غير مسبوقة في فترة الحكومة السابقة.

بعد ان شكل الذهبي حكومته صدرت اشارات عديدة تفيد بأن الرئيس الجديد حريص على ممارسة صلاحياته ومستعد للدفاع عنها وسط شكوك متنامية بأن ازمة التداخل في الصلاحيات بدأت تطل برأسها وتهدد بعودة المناكفات بعد عبور ازمة الاسعار.

يريد الكثيرون حكومة قوية في الدوار الرابع لكن الاهم من ذلك هو المصداقية وثقة الناس بسياساتها عندها لن يكون الموقع مهما حتى لو كان خيمة في طرف الصحراء.0



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد