حلول استراتيجية

mainThumb

16-01-2008 12:00 AM

قضية المشتقات النفطية لن تنتهي برفع دعم الحكومة عنها. فأسعار هذه المادة عالميا لن تستقر خلال السنوات والعقود القادمة بفعل عوامل السياسة وتقلبات الاقتصاد، وحتى لو توقفت الحكومة عن تقديم الدعم لهذه المادة فإن تحرير اسعارها والسماح لشركات باستيراد النفط او تكريره سيجعل منها سلعة هامة لكنها مكلفة.

وبعيدا عن المرحلة الحالية؛ فإننا مطالبون وطنيا بتفكير استراتيجي لتوفير بدائل للطاقة. فمشكلة الدولة ليست فقط بوجود دعم او غيابه في الموازنة. إذ إنّ هنالك بدائل استراتيجية يجب ان يتم العمل لتوفيرها وتحويلها من افكار الى وقائع.

الحكومة تقول ان لديها تصورا حول هذه البدائل واهمها الصخر الزيتي والمفاعل النووي السلمي لاغراض انتاج الطاقة، لكن الحكومة تقول ان هذه البدائل تحتاج الى فترات زمنية طويلة تتراوح بين 7-15 عاما للخيارين، حتى يمكن الاستفادة منهما في انتاج الطاقة، وهذه الفترات الزمنية طبيعية وفنية، لكن المهم ان يكون لدى الدولة الاردنية مسار واضح ومنهجية محددة بجدول زمني لامتلاك هذه البدائل.

في الاردن اكرمنا الله بالصخر الزيتي، كأحد الموارد الطبيعية، ولدينا ايضا كميات من خام اليورانيوم، اي ان جزءا من الموارد الطبيعية لامتلاك بدائل وطنية عن النفط موجود، طبعا لاستخراج هذه المواد وتحويلها الى واقع تكلفة مادية وعمل طويل، لكن كل هذا ينبغي ان لا يجعلنا ننشغل بالعمل اليومي والازمات الاقتصادية لتمضي السنوات دون ان نستثمر ما لدينا من موارد وطاقات لمصلحة بلدنا وشعبنا.

موضوع انتاج الطاقة عبر المفاعل السلمي ملف هام يحظى باهتمام كبير من جلالة الملك، وهنالك عمل جاد ولجان مختصة واتصالات رفيعة لتحويله الى واقع. نتمنى ان يحظى مشروع الصخر الزيتي ايضا بذات الاهتمام وان تكون خطواته العملية موجودة، وحتى طاقة الرياح التي تقول الحكومة ان هناك مشروعا قائما محدودا لكنه ينتج الطاقة، فالمهم ان لا نغرق في تفاصيل العمل او تحرير المراحل، وننسى ان عشر سنوات ليست زمنا كبيرا في مسار الافراد، فكيف على مستوى الدولة. فالشخص قد يشتري شقة ويدفع اقساطها على مدى (20) عاما، فكيف عندما يكون الحديث عن بدائل استراتيجية ووطنية للنفط، الذي يمثل مشكلة عالمية من حيث اسعاره وكمياته.

وجود تفكير استراتيجي ومشاريع طويلة الامد تنعكس على مسار الدولة جزء من مؤشرات العافية في اداء المؤسسات والحكومات. ولنتذكر ان رفع الدعم ليس نهاية مشكلة النفط ومشتقاته، وخصخصة هذا القطاع لن تلغي حقيقة انها مادة غير مستقرة عالميا وان المواطن يظل يتأثر بهذه التقلبات وهو يشتريها بسعر السوق.

sameeh.almaitah@alghad.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد