صحيفة السوسنة الأردنية

تقرير الامم المتحدة الخاص بوضع مرض الايدز (فقدان المناعة) في الاردن يكشف أن ثمة ارتفاعا في نسبة الاصابة بهذا المرض الفتّاك في الاردن ، بلغت %28 عما كانت عليه في عام 2005،،.

وفي التقرير أن عدد الاصابات في الاردن وصل منذ عام 1986 أي.. منذ اكتشاف أول حالة الى 556 حالة. وهذا يعني لدى التدقيق في الارقام والسنوات ، ان الزيادة في عدد الاصابات خلال السنتين الاخيرتين بلغت %28 من اجمالي عدد الاصابات. وهي بالمناسبة نسبة عالية جدا لها دلالاتها البالغة الخطر والخطورة ، خاصة.. اذا كان معروفا ان الرقم الحقيقي لعدد الاصابات اكثر من ذلك وأعلى نسبة بكثير، ويعود ذلك لاكثر من سبب ، اولها.. ان المصاب يظل حريصا على كتمان اصابته ، نظرا لما يحيط بهذا المرض وضحاياه من اعتبارات ونظرات قد تكون في غير محلها أو. مبالغا بها ، او بدافع التحوّط من الاقتراب منه ومنهم،،.

ويرى مدير برنامج الايدز الوطني د. بسام حجاوي أن اسباب هذه الزيادة في عدد الاصابات «.. لا زالت مبهمة وغير معروفة»،، ، وهو لا يجزم ما اذا كان السبب عائدا الى انتشار الفيروس في المجتمع أم الى الزيادة في عدد مراكز الفحص الطوعي التي من شأنها الزيادة في عمليات الكشف عن حالات الاصابة،،.

ولكن.. لماذا هذا الفصل بين انتشار الفيروس وبين مراكز الفحص؟، أليس الرابط عضويا وسببيا؟،،

ان انشاء وزارة الصحة «وحدة خاصة بمرض الايدز» بقصد الوقوف والتحرّي ومعرفة الحجم الحقيقي للمشكلة ، أمر ضروري وهام جدا لان هذه المعرفة ، تعتبر شرطا اساسيا لرسم خطط التصدّي واساليب الوقاية،،.

ان قول المستشار الاقليمي لبرنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز. بأن الاردن يعتبر من الدول ذات المعدلات المنخفضة في انتشار الايدز ، وهذا ما يشكل تحديا للمحافظة على عنصر الوقاية التي تعتبر».. اصعب من العلاج في هذا المرض»،،

هنا.. يفرض واجب الحذر والتحو ط الاّ نسمح لانفسنا بالتراخي أو النوم على حرير «المعدلات المنخفضة» باعتراف الدائرة المختصة التي تسعى كما يقول الدكتور الحجاوي «الى الوقوف على حجم المشكلة الحقيقي»، فالحجم ما زال مجهولا ولا يصحّ الاجتهاد والاستنتاج اعتباطا وارتجالا بدون قيام التحقيق الجدّي والاحصاء الدقيق،، ولعل هذا بحد ذاته ، تحد ليس سهلا ولا في متناول اليد ، بسرعة،،

يبقى الأمر الأهم وهو.. كيف يمكن تخطيط وتوفير عناصر الوقاية واساليب دفع الشباب الى الحذر والى الوعي والاحاطة بالخطورة القاتلة لهذا المرض. وكيفية التحصين ضده،،

هنا.. ينبغي ومن منطلق الحرص الشديد على امكانياتنا الانسانية (الافراد) ، الاّ نعمد الى تجاهل الوضع القائم الراهن ، ولا الى دفن رؤوسنا بالرمال لكي لا نرى المشكلة ولا انعكاساتها وتداعياتها على المجتمع ، بخاصة وعلى أسر الضحايا وارواح الضحايا والمشقّات النفسية والمالية والاجتماعية لذوي الضحايا،،

الثابت والأكيد.. أن الشأن الاقتصادي يدخل في اساس كل شأن اجتماعي. هذه قاعدة علمية لا تحتاج الى براهين. وهذا يعني.. أن اوضاع المجتمع ومفاهيمه السائدة وتقاليده وعاداته ، لها الدور الاكبر والاكثر فعالية في نوعية الحياة وشكلها ومسيرتها ، ولا نريد هنا التوسع في هذا الموضوع لأنه يقودنا الى غير الهدف الذي نرمي اليه الان.

التجارب تقول.. ان النسبة الكبرى والاعلى في اصابات الايدز تقع في الدول والشعوب الاكثر فقرا والاشد تخلفا ، ولأن نهضة الشعوب ويقظتها لاتتم «ما بين طرفة عين وانتباهتها» بل تحتاج الى عقول جبارة واصلاحيين صادقين وصبر عظيم ، فان ذلك يجب الاّ يمنع من سرعة المبادرة الى اساليب وقاية الشباب من الانحدار الى مهاوي الانتحار بالامراض والجهل واتيان الاخطاء والخطايا اذا كان بالامكان توفير قوارب النجاة وحبال الوقاية والانقاذ،،.

وهنا يأتي دور البيت والمدرسة ووسائل الاعلام ، وبخاصة.. التلفزيون.

وبالطبع.. والقطع ، فان اساليب التصدّي للايدز والوقاية من خطره القاتل يجب الاّ تقتصر على الوعظ والنصائح بل تتعداهما الى الحقائق العلمية والعمل بمضمون المعنى الذي تنطوي عليه قاعدة «لا حياء في الدين»،،