بوش أيضاً

mainThumb

13-01-2008 12:00 AM

ليس جديداً على لسان الرئيس الأميركي جورج بوش أن يزل ، فيطلق جملة غير محسوبة سياسياً ، وتمثّل موقفه الباطني ، ففي يوم طالب اللبنانيين بانتخاب رئيسهم بالنصف زائد واحد ، خروجاً على الدستور ، في الوقت الذي تؤكد كافة الأطراف عدم إمكانية الوصول إلى ذلك الخيار.

وليس جديداً عليه الإعلان عن مواقف يتمّ التراجع عنها في اليوم التالي ، ولكنّ الجديد جداً أن يدور رأسه ويترك كأس الخمر يتحدّث باسمه ، وهذا ما كان حديث الصحافة الاسرائيلية بالأمس ، حيث مطالبته الوزراء دعم أولمرت ، ممّا دفع بكونداليزا رايس أن تبعث له بورقة كتبت عليها: إخرس،

ولكنّ المواقف السياسية الرسمية المحسوبة التي عبّر عنها بوش كانت أكثر استفزازاً ، فهو لا يعير أدنى اهتمام لقرارات الشرعية الدولية ، ولا يتحدث عن حق العودة ، ولا يشير إلى القُدس ، وفوق هذا كلّه فهو يعطي الضوء الأخضر للقوات الاسرائيلية لاجتياح قطاع غزّة.

وفي الحسابات الحقيقية ، فإنّ زيارة بوش للمنطقة هي زيارة إسرائيل ، وعلى هامشها فهو يزور غيرها لدعمها لا أكثر ، ففي فلسطين المحتلة يطلق كلّ تلك التصريحات ، وفي الخليج فهو يضع إيران وسوريا هدفاً دون أدنى كلام عن فلسطين ، والعنوان أيضاً هو العنوان نفسه: تهديد طهران ودمشق لاسرائيل ، وضرورة وقف هذا التهديد.

ولا أحد في المنطقة يصدّق أن دولة فلسطينية ستقوم هذه السنة ، وهناك الكثيرون ممّن يتوقعون ضربة أميركية أو إسرائيلية لايران ، فالرجل الذي وتّر العالم وأربكه بحروبه لن ينهي حياته السياسية بمعاهدات سلام ، بل بتوترات مضافة ، وحروب جديدة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد