التغيير القادم من .. روتانا

mainThumb

21-01-2008 12:00 AM

ثورة اليو تيوب ، هذا الموقع الذي وفر فرصة بث كل ما يمكن تخيله أو يتم انتاجه على صعيد فردي من أفلام قصيرة ، دون رقابة على شبكة الانترنت ، ترافق مع ثورات هادئة لكنها بعيدة الغور في لحم وعظم وذهن المواطن العربي ، ثمة شبكة إعلامية عملاقة تصرف الملايين لتغيير هذا الموطن ، كما فعلت قناة الجزيرة إخباريا ، تفعل روتانا ولكن في مجال حيوي آخر: الفن ، أموال لا تحصى تصرف على "التغيير" المنشود ، فيما علماء المستقبليات والنهضويون والمفكرون منشغلون بتدبيج المقالات والكتب عن طرق التغيير ، من كان يصدق أن "التغيير" سيأتي من الخليج ، بلاد العباءات السوداء التي تخفي داخلها ملابس ضيقة مشبعة بالعطر الباريسي الفاخر؟

روتانا تقود التغيير ، هكذا كتبت الصحفية في "يديعوت أحرونوت" اورلي ازولاي من الرياض ، برفقة صورة لها تقف في خلفيتها ثلة من الرجال بملابس وطنية ، ".. في الطابق الخمسين في الاعلى (في أحد أكبر أبراج الرياض) تقع مكاتب شركة الاتصالات روتانا التي يملكها الامير الوليد بن طلال وهناك تبدو الحياة بصورة مختلفة.

الشركة التي تعتبر من اكبر الشركات في هذا الصنف في الشرق الاوسط تمتلك عشرات القنوات التلفزيونية والصحافيين ومكاتب انتاج الافلام وهي في الواقع تؤثر على ثقافة الملايين في العالم العربي كله. في شركة روتانا يحدث التغيير كل الوقت.

المديرة الادارية هي امرأة ـ نودروت المليك ، التي ترتدي بنطالا اسود ضيقا وجاكيتا اسود وأبيض من الازياء الحديثة. عندما تصل المليك الى مكتبها في كل صباح تعلق عباءتها في غرفة الملابس وبذلك تخلع عن نفسها اية اشارة لكونها مسلمة محافظة ، وهذا ما تفعله سهى الرومي مديرة اعمال الامير. الاثنتان تشعران انهن جزء من الثورة الاجتماعية وهن تؤكدان ذلك باعتزاز وتقولان ان النساء والرجال يعملون معاً في نفس الغرفة في مكاتبهن.

ذات يوم ستصبح كل المكاتب في الرياض علي هذه الصورة"هكذا تتحدث الصحفية الإسرائيلية في يديعوت ، ربما تكون هي وصويحباتها مسرفات في "التفاؤل ،"لكن العالمين ببواطن الأمور يدركون أن بث مائة ساعة تلفزيونية - مثلا - في الأربع والعشرين ساعة من المواد الإعلامية الموجهة ، تحدث نوعا من غسيل الدماغ في أي مجتمع حتى لو كان محصنا بالأسمنت المسلح،

"التغيير" المنشود لم يقف عند هذا الحد طبعا ، فبعد شركة "ميلودي" بدأت روتانا بتوفير خدمة جديدة لمشتركي الهواتف الخليوية الإسرائيليين ، فبوسع هؤلاء الآن "الاستمتاع ،" بتلقي خدمات الهواتف الخليوية مباشرة من العاصمة السعودية بواسطة شركة روتانا ، وحسب ما ذكرته صحيفة معاريف الاسرائيلية فإن شركات الهواتف الخليوية في اسرائيل: بيليفون ، اورانج وسيلكوم ، وقعت عقودا مع شركة روتانا السعودية بواسطة طرف ثالث. وبموجب الاتفاق بين الشركات الاسرائيلية والشركة السعودية ، فان زبائن الشركات الاسرائيلية بإمكانهم إنزال اية اغنية او أي مسلسل من انتاج روتانا علي اجهزتهم الخليوية ، وانه بموجب الاتفاق ، فان الاموال التي يدفعها المستخدمون الاسرائيليون تصل في نهاية المطاف الي الشركة السعودية.

الصحيفة الاسرائيلية قالت أيضا ان زبائن الشركات الخليوية الاسرائيلية يمكنهم بموجب الاتفاق الموقع بين الطرفين الاستماع الي الفيديو كليبات التي تنتجها الشركة لاشهر المطربين والمطربات من جميع انحاء العالم العربي. غزو "ثقافي" كما يبدو ، فما فشل فيه الساسة ، يمكن أن تنجح فيه روتانا،

معروف - وفق الصحيفة الاسرائلية وغيرها - ان الشركة السعودية روتانا ليست الوحيدة في السوق الاسرائيلي ، اذ انها قالت ان شركة الفضائيات المصرية ميلودي ، التي يملكها جمال مروان ، نجل المرحوم اشرف مروان ، الذي تزعم اسرائيل انه كان اكبر جاسوس لها ، يقوم هو الآخر بتزويد مستخدمي الشركات الخليوية الاسرائيلية بالخدمات مثل تنزيل وتحميل الافلام والفيديو كليبات، كل شيء يتغير حولنا ، فيما بعضنا مشتبك مع البعض الآخر في صحة جمع الصلوات وقت الصقيع ، كما كتبت بالأمس، وفي حرمة الموسيقى أو حلها،، ما تفعله روتانا "مش حتقدر تغمض عنيك" عنه أبدا..!!.

helmi@nabaa.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد