وحشية لا تُبرر .. ولكن !! .

mainThumb

17-01-2008 12:00 AM

لا يمكن تبــرير وحشية العدوان الإسرائيلي على غزة حتى لو أن حماس أطلقت على سديروت الإسرائيلية ألف صاروخ من هذه الصواريخ الدخانية في الدقيقة الواحدة فالهدف واضح ومعروف وهو تخريب عملية السلام والتملص منها ولذلك فإن قضية الصواريخ هذه هي مجرد مبرر ليس ضرورياً أن يوضع بين أيدي الإسرائيليين الذين بقوا دائماً وأبداً ينتظرون مثل هذا المبرر ويريدونه رغم صراخهم الكاذب ورغم تذمراتهم الاستعراضية.

لا تريد هذه الحكومة الإسرائيلية المجوفة من الداخل والتي تعيش أوضاعاً تناحرية بين القوى والأحزاب المؤتلفة داخلها، وهي مختلفة، هذا السلام الذي يطرح الآن والذي أكد على مرجعياته مؤتمر أنابوليس الأخير ولذلك فإن المفترض، لو أن الأمور في الواقع الفلسطيني تسير في صالح القضية الفلسطينية، أن يكون الفلسطينيون أكثر انضباطاً وأكثر تنسيقاً وأكثر تبادلاً للأدوار وقضيتهم تمر بهذا المنعطف الخطير.

ثم وحتى لو أن عملية السلام لا تزال على استعصاء السبعة أعوام العجاف السابقة فإنه على الأخوة في حماس أن يعيدوا النظر بهذا الأسلوب الفاشل في المقاومة فهذه الصواريخ بائسة وغير مؤثرة على إسرائيل والمفترض أن الذين يطلقونها والذين اعتبروا إطلاقها بمثابة الوصول إلى توازن الرعب مع إسرائيل أدركوا أنها لعبة بهلوانية وصبيانية مكلفة وأن ولولات إسرائيل منها هي من أجل خداع العالم ومن أجل تبرير عمليات الذبح هذه التي لا يمكن تبريرها حتى ولو كانت هذه الصواريخ مؤثرة وحقيقية.

في كل أعراف الدنيا وفي قوانين الصراع فإن إعادة النظر بالمسيرة ضرورية ومطلوبة ولقد عرف التاريخ حالات كثيرة أعادت حركات التحرر فيها النظر بأساليبها وأسلحتها وأدواتها ولذلك فإنه على حماس ألاّ?Z تخجل من إعادة النظر بهذا الأسلوب أي أسلوب الصواريخ، الذي أثبت فشله تماماً.. فالمخجل أن يسمى هذا مقاومة والمضحك أن الردّ?Z على مذبحة يوم الثلاثاء الماضي كان بإطلاق صاروخين من الصواريخ إياها على سديروت !!.

على حماس أو في الحقيقة على جمهورية غزة أن تساهم في تعرية إسرائيل وإثبات أنها لا تريد هذا السلام ولا غيره مادام أنها مواظبة على الإستيطان وعلى منع السلطة الوطنية من الإمساك بمقاليد الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية كخطوة لابد منها في إتجاه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة.

إن حماس تعرف معرفة أكيدة أن الاجتياح الإسرائيلي الأخير لمدينة نابلس لا يستهدفها هي وإنما يستهدف السلطة الوطنية ويستهدف حكومة سلام فياض تحديداً وذلك لأن تطبيقات هذه الحكومة الأمنية بدأت بنابلس وحققت نجاحاً كبيراً وهذا جعل إسرائيل التي شعرت بأنها ستفقد حجة أن الفلسطينيين غير قادرين على ضبط الأمن ولذلك فإنه لا سلام ما لم يضبط الأمن تقوم بهذا الهجوم الذي أعاد الوضع الأمني في هذه المدينة إلى نقطة الصفر.

إذا أرادت حماس لشعبها في غزة وفي الضفة الغربية أيضاً أن يخرج من هذا المأزق الذي يعيشه فإن عليها أن تعيد النظر بكل حساباتها وأول هذه الحسابات هو التراجع عن انقلابها الانفصالي وأن تجد وسيلة لتصبح جزءاً من منظمة التحرير فالرقص في أعراس الغير لا يجدي.. وحرام كل الحرام أن تذبح غزة على هذا النحو بسبب ألاعيب صاروخية كان إنجازها الوحيد منذ أن غدت ظاهرة المقاومة الحماسية أن وفرت ولا تزال توفر لإسرائيل كل المبررات التي تريد لتقوم بكل هذه الاعتداءات الوحشية ولتتملص من عملية السلام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد