مفاجأة الرئيس بوتين لسورية !

mainThumb

28-09-2015 10:20 AM

لا يخفى على أحد أن روسيا لديها الكثير من الخلافات مع أمريكا، لكنهم يتفقون كقوى كبرى، على أنهم يواجهون تهديداً مشتركاً من قبل التطرف التوسعي لداعش، فروسيا حذرت مراراً وتكراراً أمريكا من خطر صعود الإرهاب في الشرق الأوسط كونها تملك خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب، والتجارب التي حصلت في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، قد أثبتت أن موسكو لا تتخلى عن حلفائها وهذا تجلى بشكل واضح في الساحة السورية، وأعتبر الرئيس الروسي بوتين أن الوسيلة الوحيدة لإنهاء الحرب في سورية هي دعم الرئيس الأسد في معركته ضد الإرهاب، وجاءت هذه التصريحات الجديدة لبوتين قبيل وصوله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة،  في إطار ذلك  يهيمن الملف السوري على إجتماعات الجمعية العامة التي تبدأ اليوم مع إنعقاد لقاء بالغ الدقة بين الرئيسين الأميركي أوباما والروسي بوتين أقوى حليف لدمشق الذي لا يبدي أي إستعداد لتقديم تنازلات في هذا الملف،  وبالمقابل يحاول أوباما في هذا اللقاء إيجاد أرضية مشتركة مع بوتين بعد أن أغضب الكرملين بالسماح بتقديم الدعم المادي والعسكري للمجموعات المتطرفة في سورية. 
 
اليوم تترقب الأوساط العالمية خطاب الرئيس بوتين على المنصة الأممية بإهتمام بالغ لجهة ما قد يحمله من مفاجآت ومبادرات ستغير طبيعة التعامل الأممي مع أزمات الشرق الأوسط وخاصة سورية، ويحدد فيه الموقف من تنظيم داعش والجهود الرامية الى تسوية الأزمة السورية، كما سيطرح مبادرة مشتركة تنص على ضرورة توحيد جميع الأطراف لضرب تنظيم داعش في سورية، ودعوة القوى الإقليمية والدولية المؤثرة للضغط على المجموعات المسلحة من أجل القبول بالحل السياسي، بالإضافة الى  وقف تمويل القوى المتطرفة  ومنع عبورها بواسطة حدود الدول المجاورة لسورية، والحيلولة دون وقوع صدام عرضي مسلح بين القوات الأمريكية والروسية على الأرض السورية. 
 
في السياق ذاته يمكن القول إن التحرك الأميركي الجاد لبلورة خطة من أجل حل النزاع في سورية، جاء بعدما أصبح هناك أمر واقع جديد تسبب فيه التدخل العسكري الروسي المباشر في الأزمة، مما إستدعى تحركاً أميركياً دبلوماسياً لإطلاق مبادرة بشأن تسوية سياسية في سورية، ويأتي هذا التحرك بعدما انتقلت واشنطن من موقف الرفض التام لأي دور سياسي للرئيس الأسد في عملية إنتقالية بسورية إلى القبول المبدئي بوجوده في إطار هذه العملية على الأقل، ومما عزز من التوجه الأميركي الجديد، لقاء وزير الخارجية جون كيري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك، وإعراب كيري عقب اللقاء عن تفاؤله بتحقيق تقدم كبير في سبيل حل الأزمة في سورية، وتعطي هذه التصريحات فرصة كبيرة لعدد من الدول للعب دور في حل أكثر قضايا الشرق الأوسط صعوبة، وهي دلالات كبيرة وواضحة  بأن الأميركيين ربما يريدون أن تشارك طهران الحليف الأقرب لنظام الأسد في خطة جديدة مشتركة وشاملة لإيجاد حل للأزمة الشائكة، إلى جانب لاعبين دوليين آخرين.
 
لقد أثبتت المعطيات صواب الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية، والذى يتمحور حول ضرورة التوصل إلى حل سياسى لا يقصي أي طرف من الأطراف، ويحافظ في الوقت نفسه على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش العربي السوري ودعمه ليكون قادراً على طرد كل الجماعات الإرهابية، لذلك كانت المحادثات التي أجراها وزيرا الدفاع الأمريكي والروسي قبل أيام وهي أول محادثات مباشرة بينهما ، تعكس نوع من التجاوب لهذا الطرح من جانب أمريكا فى الحديث عن الحل السياسي وفقاً لإتفاق جنيف، وهنا نرى بأن هناك رؤية إستراتيجية موجودة في كل الأوساط الروسية وعلى أعلى المستويات مفادها أن سورية القوية التي بدورها الفاعل والمؤثر في المنطقة، هي سورية التي يمكن ان تسهم في عودة الإستقرار مرة اخرى الى منطقة الشرق الاوسط المضطربة كما ان هناك رؤية إستراتيجية ثابتة وهي دعم سورية في كل الأوقات بغض النظر عن المصالح أو الأهداف الشخصية.
 
مجملاً...لقد أغلق السوريون الأبواب بإحكام وأبقوا على فتحات إستنزاف الغرب وحلفاؤهم، في إطار ذلك إن نصر سورية على الإرهاب سينعكس إيجاباً على كافة المسارح الإقليمية والدولية، وها هي سورية تحاول إنقاذ نفسها والعرب وتُعيد تصويب البوصلة العربية نحو خطورة الإرهاب وأن صمودها سيوقف مشاريع التقسيم والتي لن تبقي دول المنطقة بمعزل عنها، وبذلك أثبتت سورية أنها الوحيدة والقادرة على هزيمة الإرهاب وأنها حائط الصد وصمام الأمان في المنطقة، وبإختصار شديد يمكن القول إن اللقاء بين أوباما وبوتين المرتقب سيقوم ببلورة جميع الأفكار والأطروحات السياسية للخروج بصيغة توافقية لحل الازمة السورية، كما سيكون هناك صياغة جديدة بها شيء من المرونة لحل الأزمة داخل دمشق بشكل نهائي، وبالتالي فأن هذه المفاوضات إن دلت على شيء، فإنها تدل على  أن موسكو لاعب مؤثر على مجريات الأوضاع الدولية عامة والشرق أوسطية خاصة رغم محاولات واشنطن عزلها عن المنطقة.
 
Khaym1979@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد