تحية لشهداء غزة

mainThumb

17-01-2008 12:00 AM

اذا كان الاعتدال الفلسطيني والعربي يقود الى واقع لا تسير فيه القضية الفلسطينية على الطريق الى السلام, انما الى اطلاق يد المجرمين من قادة اسرائيل للاستمرار في حرب الابادة في غزة والضفة, فان "الاعتدال" يصبح كارثة وطنية واخلاقية وقومية.

كنا نتوقع ان يراعي قادة اسرائيل وجود حليفهم بوش في ضيافة العرب فيصدرون قرارات باتجاه السلام, مثل تخفيف الحصار عن قطاع غزة, او رفع بعض الحواجز في الضفة الغربية او وقف المستوطنات في القدس الشريف. لكن, كعادتهم, تمادى هؤلاء القادة في الصفاقة والنذالة والوحشية. فامعنوا في ارتكاب وتصعيد جرائمهم اليومية, حيث يرسلون الطائرات والدبابات يوميا لقصف مليون واربعمائة الف فلسطيني محاصرين منذ اكثر من عامين في قطاع غزة. تقتل النساء والرجال وتغتال الاطفال وتهدم البيوت وتقتلع الاشجار. فاي سلام هذا, الممكن او القابل للتحقيق, مع مثل هذه القيادات الصهيونية المجرمة؟

لا يجوز فلسطينيا ولا عربيا, الاستمرار في حالة "اللافعل" بمواجهة جرائم اسرائيل, اذا كان هذا الصمت من اجل السلام فما يفعله الاحتلال يوميا على ارض الواقع استثمار هذا الصمت من اجل قتل الفلسطينيين واذلالهم ونهب وطنهم وتجريدهم من مقومات العيش كشعب مثل باقي البشر.

لا يطالب احد العواصم العربية باعلان الحرب انما اثبات ان نهج الدبلوماسية تجاه اسرائيل المستمر منذ عام 79 يخلق الامل بالسلام بدل المجازر والاستيطان والحصار. والا فان مثل هذا النهج سيتحول بارادتنا او بغير ارادتنا, الى وسيلة من وسائل تكريس الاحتلال وتهويد القدس وتصفية الشعب الفلسطيني من فوق ارض وطنه. بما يحمل ذلك من آثار مدمرة على مستقبل ومصالح وامن واستقرار كل بلد عربي يحيط بفلسطين. اليس من اجل تجنب هذه الآثار الخطيرة ظلت وستبقى فلسطين قضية مركزية للعرب والمسلمين جميعا!؟ اليس من اجلها خاض العرب جميع حروبهم في العصر الحديث!

لا احد يكترث بما سيكون عليه رد السلطة الفلسطينية في رام الله على مجازر اسرائيل لان هذه السلطة غارقة في وهم الاعتقاد بان الاستسلام للاحتلال واجراءات الذل والقمع والقتل التي يمارسها ستقود الى شهادة حسن سلوك بانها سلطة ضد "الارهاب" وهمٌ يقود الى وهم اخر بان بوش سيختتم ولايته باجتراح معجزة قيام دولة فلسطين؟! وهمْ, شل التفكير بالضرورات الاستراتيجية الملحة وفي مقدمتها وحدة الفلسطينيين التي يفترض ان تتقدم على مفاوضات مصحوبة بحرب ابادة.

الصراع من اجل حرية فلسطين وعروبتها يحتاج لمواجهة اسرائيل بارادة دول وعواصم مستقلة, وباقتصاد قوي, وهذا تملكه الدول العربية وليس سلطة رام الله, فما من مسؤولية تاريخية تتحملها (سلطة متهاوية تحت الاحتلال) ازاء جريمة استمراره وجريمة استمرار السكوت على مذابحه اليومية. المسؤولية تقع على العرب جميعاً, معتدلون وممانعون ومتفرجون; لأنه حتى في ابسط مبادىء السياسة لا يمكن استعادة الحق العرب والفلسطيني من دون توظيف الموارد العربية كلها في الصراع, ان كان في ميادين الدبلوماسية والمفاوضات او في ساحة المقاومة.

تحية لشهداء غزة والضفة, واحتراماً و"عزاء" للزهار, الذي يفقد ابنه الثاني ويكفيه فخراً انه قائد يسقط ابناؤه على ساحة الدفاع عن وطنه المحُتل فيما الآخرون يتفاخرون بوجود ابنائهم في احسن واغلى جامعات امريكا واوروبا.0



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد