جرائم صهيونية بلا عقاب

mainThumb

21-01-2008 12:00 AM

جملة من الحقائق والمعطيات تفرضها جرائم العدو الصهيوني التي يرتكبها في غزة ونابلس وكل شبر من أرض فلسطين.

وأول هذه الحقائق: أن هذه الجرائم تمر دون عقاب أو حساب ، مما شجع ويشجع الثلاثي المجرم: أولمرت- ليفني - باراك ، على التصريح وبالفم الملآن بأن الحرب على غزة مفتوحة ، وأن الحصار سيستمر ، ما دام الرد على هذه الحرب القذرة لن يتعدى الشجب والاستنكار.. ومن المعلوم أن هذه اللغة فقدت مصداقيتها منذ زمن طويل ، بدليل استمرار العدو في اقتراف مجازره ، وشن حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني منذ ستين عاما ولا يزال ، بدءا من دير ياسين والدوايمة واللد والرملة والطنطورة وكقر قاسم وصبرا وشاتيلا ومخيم جنين والمسجدين الاقصى والإبراهيمي ، ... وحتى حي الزيتون والشجاعية وجباليا ونابلس القديمة...الخ.

والحقيقة الثانية: أن العدو يستغل الواقع الفلسطيني الذي بلغ الدرك الأسفل ، بدليل أن حمام الدم الذي يشخب حارا في غزة ونابلس وقباطيا والخليل ، وفي كل شبر من الأرض المقدسة ، لم يستطع أن يعيد اللحمة إلى الوحدة الوطنية ، ولم يستطع أن يدفع القيادة الفلسطينية إلى وقف المفاوضات ، وهو موقف تفرضه خطورة ما يحدث ، وخطورة إصرار العدو على مواصلة الاستيطان في ابو غنيم ، كما أن هذا الموقف يشكل أيضا ردا على استغلال العدو للحالة الفلسطينية ، ومحاولته اللعب على سلبيات هذا الواقع ، الذي يبدو أنه مرشح أن يكون من "الثوابت" الفلسطينية مع الأسف الشديد.

الحقيقة الثالثة: إن العدوان على غزة والذي بلغ ذروته خلال الأيام الاربعة الماضية ، حيث سقط قرابة 40 شهيدا وعشرات الجرحى ، أغلبهم من الأطفال ، يكشف عن أزمة حكومة العدو ، وخاصة محاولة الفاشي أولمرت الهروب إلى الأمام ، من تقرير فينوغراد الذي أصبح على الأبواب ، ويحتوي على انتقادات حادة ، ستكون بمثابة صفعة قوية له ، بعد فشله في حرب تموز 2006 على لبنان ، وما يترتب على هذا التقرير من مستجدات تصب كلها في خلخلة حكومة العدو.

هذا بالإضافة إلى الواقع العربي المتردي ، والدعم الأميركي المطلق للعدو ، وقد تجلى في لاءات بوش التي أعلنها خلال زيارته لإسرائيل مؤخرا ، من استبدال حق العودة بالتعويضات ، وعدم الانسحاب إلى حدود 1967 ، واعتبار القرارات الدولية قديمة ، واستبدالها بالرؤية الأميركية القائمة على تكريس الواقع.

خطورة هذه الوقائع يستدعي عدم التسليم بها ، وكأنها قدر لا راد له ، مع التذكير بأن السكين الصهيونية لا تستثني أحدا ، فالرصاص الذي قتل أطفال حي الزيتون في غزة ، هو الرصاص الذي قتل قائد الجهاد الإسلامي في قباطيا ، وقائد كتائب الأقصى في بلاطة مما يعتبر كافيا وكافيا جدا لخروج كافة الأطراف من حالة التلاوم والمناكفة والتخوين ، والنهوض من جديد ، حفاظا على الكينونة الفلسطينية ، وحرمة الدم الذي استباحه الفاشيون الجدد.

Rasheed_hasan@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد