بعارين بلا حدود

mainThumb

25-01-2008 12:00 AM

عرب.. بعارين.. اننا من ذات الاشتقاق اللغوي.. ومهما حاولنا ونحاول ان نخفي حقيقتنا وطبيعة نظرتنا للمرأة ، فان قواميس ومراجع اللغة العربية تكشف بكل وضوح عن الذهنية الثقافية والتاريخية لعلاقة العربي مع المرأة وطريقته في النظر اليها والتعامل معها. ولعل اكثر المتشابهات عند الذكر العربي دقة ، هي تلك التي تجمع المرأة بالناقة ، ليس على المستوى اللغوي واللفظي فحسب ، بل تشمل طريقة التعامل والتعاطي بين الاثنتين.

زوجة العربي الاعرابي - وكلنا عرب اعراب -هي ملك له تماما.. يدعوها لقضاء وطره منها وعليها ان تنصاع فورا وبلا ادنى تأخير او عذر او مبرر ، والا..، اذ ان للزوج الحق ، مطلق الحق ، في ان يهجرها ويدير لها ظهره ، أو ان يضربها او ان يطلقها - في الواقع هو ليس بحاجة الى عذر او مبرر - وأن يستعيدها متى شاء.

انها ذات الطريقة التي يتعامل بها الاعرابي مع ناقته ، فهو يضربها (الناقة) اذا نشزت ويحميها وقتما يشاء وكيفما يشاء ، وهو يبيعها متى شاء ، دون ان يحاسبه احد ، فهي ملكه تماما مثل العبد والخيمة والسيف والثوب. وهو يمنع ناقته عن ملامسة من يشاء ، ويعزلها عن البعارين الاخرى تحت طائلة القوانين الاجتماعية.

ولشدة اهتمام العربي بناقته فقد اطلق عليها ما لا يقل عن مائتين وخمسين اسما.. وهي ذات الاسماء التي يحولها الى صفات للمرأة. فهو يصف المرأة الطويلة بـ (الكنعرة) والمرأة الحسنة بـ (العيطوس) والطويلة الضخمة بـ (الهرجاب) والسريعة بـ (المسمغلة) وعظيمة الرأس بـ (القندل)والمرأة القوية بـ (العيسجور). أما المرأة عظيمة الثدي فهي (طرطبّة) وهذا ما يفضله الرجل بالناقة ذات الضروع العظيمة التي تكفي اولادها وتكفيه هو من الحليب... طبعا جميع الكلمات الغريبة السابق ذكرها هي من اسماء الناقة.

هناك الكثير ايضا من هذه الأسماء والأوصاف ، فالناقة الدلاص هي الملساء ، والمرأة الدلصاء هي التي تزيل ما على جسدها من شعر ، فصارت ناعمة مثل الناقة التي سقط وبرها. والناقة الزبّاء هي ذات الوبر الكثيف ، والمرأة الزباء هي كثيرة شعر الحاجبين والذراعين واليدين. والناقة العيطاء هي طويلة العنق والمرأة العيطاء ، طويلة العنق ايضا و..و..و...ووووو، حتى ونحن نبحر في دياجير القرن الحادي والعشرين... ونتعاطى السان لوران والجيفنتشي ومدام شانيك... فإننا ما نزال اعرابا في اعراب في اعراب.

yghishan@maktoob.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد