الازرق .. مدونة ملك

mainThumb

24-01-2008 12:00 AM

أعادنا جلالة الملك عبد الله الثاني حينما حطت بنا حافلة المكتب الاعلامي للديوان الملكي في محمية او واحة او منطقة الازرق ، الى سنة اولى صحافة في الرأي حينما كلفني وقتذاك الزميل رئيس التحرير محمود الكايد ، قبل ربع قرن التوجه الى مئة كيلو متر عن العاصمة ، واجراء تحقيق صحافي عن حالة الناس واوضاعهم والوقوف على مشكلاتهم وايصال صوتهم الى المسؤولين في المركز .

وحينما جلس الملك بين ثلاثين من وجهاء وممثلي الواحة واستمع لهم بكل جوارحه وهو صقر قريش الذي حط في مكان غادرته طيور صقر العسل والنقاش المشاكس والشهرمان وهجره من زمان الماء المسحوب لسقيا عمان ، كنت اراقب رد الملك وقسمات وجهه وهو يكتب على مدونة بين يديه ، المطالب الملفتة ..

كتب الملك على اوراقه اولاً وهز رأسه بغرابة وغضب لما قاله شيخ درزي وآخر شيشاني : لقد اعتدوا على اراضينا يا جلالة الملك ، فكل السكان لا يملكون الف دونم ومتنفذون اخذوا عشرة اضعاف ارضنا .. فنظر الملك الى يمينه وهمس في أذن رئيس الديوان باسم عوض الله !! يقول شيخ شوشاني - وهو من قبيلة بني صخر القاطنة منذ أمد بعيد فيها - : يا جلالة سيدنا لم تتبق لنا حدود ولا واجهات فقد جاءوا من عمان واستملكوها وباعوها ايضاً.

وقفت سيدة من المكان وتلعثمت قبل ان تلقي مطالب قطاعها والله إلك هيبة ونسأل الله الثبات وزادت : بناتك يردن مشاريع منتجة ومشاركة في العمل والابداع و لولاك ما كان اهتم احد بنا فقد تحول ازرقنا منذ ثلاثة شهور الى ورشة عمل واختلف شكل بلدتنا لمجرد ان القائد وجّه والتفت .

كثيرة هي مطالب الناس هناك ولا تقل بحال عن الذي يطالبه آخرون في مناطق الوطن .. و شاهدنا كم جمع الحرس الملكي المرافق لجلالته من عشرات الخطابات والالتماسات ، و دعونا الله ان يعين الملك على حمّله ، فواحد يريد من جلالته مسكنا وآخر يريد وظيفة بينما تحدث مواطن عن تقاعده وظروف عائلته في حين راح شاب يطالب باشارة ضوئية ، او اصلاح طريق دولي غير صالح ، كان من الممكن ان يطلبها من رئيس بلديته او وزير البلديات او اشغال انشغل عنهم في الماضي ، لكن من أشاح بوجهه عنهم جعل الواحد منهم يتوجه بوجهه الى الملك .. المنقذ والبلسم الشافي .

مدينة الملح .. والاثار والسياحة والطيور القادمة من روسيا المتجهة نحو افريقيا ، وبقعة الفسيفساء العشائري بشيشانه وشركسه و بني صخره ودروزه ، ومحطة الحجاج و الماء العذب ، كلها تشكل (الازرق الشمالي ، الازرق الجنوبي ، حي حمزة ، التطوير الحضري ، المزارع وعين البيضاء).

الكلبك والجبة و الشماغ والعمامة التقت كلها تحت مظلة هاشمي نشمي ، ووضعت على مائدة تواضعه وانسانيته كلمات وقُبلا وولاء مطلقا .. وكان عبد الله الثاني النصير والاخ والاب الذي نادوه عبر كلمات ربما ان حكومات ووزراء لم تصلهم الرسالة بعد ، من انصفهم وفتح باب الحوار والنقاش والأخذ والرد دون وجل او رهبة ، فاطعمهم من جوع وآمنهم من خوف .

كانت فرصة قصّرنا كصحافيين منذ اعوام طويلة ، ان نقوم بواجب المهنة والحرف ان نميط اللثام ون?Zزّن يوما بعد يوم على كل مسؤول ، حتى تتحقق الغايات والاحتياجات ، الى ان وفقنا الله بالملك القريب الذي ينقلنا الى مواقع منسية و بقعة مظلومة لا تحتاج الا الى نقاش واقتراب وتحسس ومسؤولية اكثر .. وهو مافعله صاحب الذوق والاحساس والامل عبد الله الثاني



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد