الاردن وفلسطين قضية واحدة

mainThumb

31-01-2008 12:00 AM

لقد وضع الاسير النائب جمال الطيراوي الامور في وضعها الصحيح عندما ناشد صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة التدخل لرفع الحصار عن قطاع غزة الصامد ولعل تلك المناشدة لاقت صدى كبير عند صاحب الجلالة والوزراء والنواب والشخصيات الوطنية الاردنية مع العلم ان الملك عبدالله كان دائما سباقا في مد يد العون للاشقاء في فلسطين وكان دائما سباقا في معالجة القضاياة المصيرية التي تهم الامة العربية والاسلامية.

ولقد كانت القضية الفلسطينية هي في صلب اهتمامات القائد الاردني وأولوياته باعتبارها القضية المركزية في الشرق الأوسط وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي .. وعمل جلالته على توظيف علاقات الأردن مع مختلف دول العالم من اجل إيجاد حل عادل وشامل يكفل للفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة القابلة للحياة على ترابهم الوطني ونيل حقوقهم وفق الشرعية الدولية وكانت تأكيدات جلالته الدائمة أن السلام العادل والشامل الذي يتطلع إليه العرب لا بد أن يأتي في إطار حل يعالج كافة الأمور العالقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما فيها قضايا الوضع النهائي .

ودعا جلالة الملك عبدالله الثاني من على منبر مجلس الأمة الخامس عشر في خطاب العرش السامي الفلسطينيين إلى تجاوز خلافاتهم وتوحيد صفوفهم في مواجهة الفتنة واعتماد الحوار . وبقيت القدس والمسجد الأقصى في قلب الملك الهاشمي حيث تبرع جلالته وعلى نفقته الخاصة بترميم منبر صلاح الدين وإعادته إلى المسجد الأقصى الذي احرق باعتداء آثم قبل نحو أربعين عاما ..وفي تلك المناسبة وجه رئيس الهيئة التنفيذية للمؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس رسالة شكر إلى جلالة الملك في شباط 2007 قال فيها "أن بناء منبر صلاح الدين عمل تاريخي مبرور ينم عن أصالة الهاشميين في الحفاظ على المدينة المقدسة والدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين" .

كما أدان جلالته بشدة الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، واصفا إياه بالعقاب الجماعي، محذرا في ذات الوقت من تداعيات هذا الحصار والهجمات العسكرية الإسرائيلية على الاستقرار في المنطقة ومؤكدا رفض الأردن وإدانته للعقوبات الجماعية التي تفرضها إسرائيل على الشعب الفلسطيني الأعزل .

كما أمر جلالته بتقديم المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة عدد من مرضى قطاع غزة في الأردن في ضوء عجز مستشفياتهم عن تقديم الرعاية الصحية الملائمة لهم جراء ظروف الحصار المفروض على القطاع .

و في مقالة بقلم جلالة الملك عبدالله الثاني نشرت في صحيفة انترناشونال هيرالد تربيون حملت عنوان "مسؤولية صنع السلام" – في 21 حزيران 2006 كتب جلالته: "للحرب تكلفتها الباهظة. ولكن للسلام تكلفة أيضاً، وخاصةّ عندما تُبيّن لنا أجيالٌ من النزاع أن السبيل الوحيد للسلام هو الاعتراف بالمظالم المشروعة وتسويتها. وفي الوقت نفسه، لا بدّ?Z من تحطيم نماذج الخوف، والاستياء، وعدم الثقة، واللامبالاة بمعاناة الآخرين. ولا بدّ?Z للأطراف التي جعلت نفسها لمدة طويلة في مواجهة بعضها بعضاً أن تقوم بإيجاد سيكولوجية جديدة. وعلى المجتمعات والأفراد، على حدّ سواء، أن يقوموا بإعادة تشكيل ذواتهم من أجل مستقبل يُجْزي ويكافئ الإنتاجية والتعاون، لا المواجهة والتنافر".

وفي خطاب جلالته التاريخي في الكونغرس الأمريكي في آذار من العام الماضي حذر جلالة الملك العالم من ضياع فرص السلام وشكل ذلك الخطاب محطة مهمة في إعادة القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام العالمي وبشكل قوي , وشارك الأردن في اللقاء الدولي للسلام في الشرق الأوسط الذي عقد في انابوليس بالولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة عربية ودولية واسعة ليشكل انطلاقة مهمة وجادة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية ضمن إطار زمني محدد .

وفي خطابه أمام البرلمان الأوروبي في كانون الأول الماضي في مدينة ستراسبورغ قال جلالته " إننا في الأردن ندرك أن الخطوة الأولى لشجرة الزيتون لتحيا تكمن في زراعتها. ومن ثمّ?Z تنطلق مائة عملية للعمل بنشاط لخلق خلايا الحياة وهياكلها لتتجذّر ويحدث النمو وتتكوّن عناصر القوّة التي تضمن البقاء.

ومن الخارج ينساب الماء والدعم لإدامة الحياة وإنتاج ثمرة جديدة"

و حرص الأردن في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني على المشاركة في جميع القمم العربية التي عقدت في عدد من العواصم العربية وكانت عمان محطة مهمة للعرب للتشاور والتحاور في مختلف القضايا التي تمس العالم العربي وكانت حاضنة للقمة العربية التي عقدت في عام 2001 أي في بدايات تسلم جلالته لسدة الحكم .. وفي القمة العربية التي عقدت في آذار الماضي في الرياض قال جلالته مخاطبا العرب جميعا .." أننا اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما فأما أن نستنهض قوانا ونوحد مواقفنا وسياساتنا لبناء ثقل عربي إقليمي نواجه به التحديات والأخطار التي تحيط بنا والتي تهدد أمننا ومستقبل أوطاننا وإما أن نبقى على ما نحن عليه من فرقة وخلافات تضعف موقفنا أمام العالم وتغري الآخرين بالهيمنة على منطقتنا بالتدخل في شؤوننا وفرض أجنداتهم علينا ".

وفي المسألة اللبنانية أكد الأردن على أهمية إيجاد حل للأزمة السياسية التي يواجهها لبنان، من خلال تعزيز استقلال لبنان ووحدته ورفض التدخلات الإقليمية والخارجية بالشأن اللبناني. وبتوجيهات من جلالته قدم الأردن مساعدات إنسانية للشعب اللبناني جراء الظروف الصعبة التي عاشها خلال حرب تموز 2006 حتى أن الأردن قد أصبح القاعدة الرئيسية لإرسال كل المساعدات للأشقاء اللبنانيين . وفي الشأن العراقي يؤكد جلالته دوما حرص الأردن على أهمية عودة الأمن والاستقرار الى الأراضي العراقية وعلى أهمية الحفاظ على العراق الموحد شعبا وأرضا .. ليعود العراق قويا ومؤثرا في محيطه العربي والإقليمي. وفي إطار علاقات الأردن الخارجية حفل العام الماضي بزيارة عدد كبير من رؤساء وقادة دول العالم والمنظمات والهيئات الدولية , وكان لقاء جلالة الملك بهم على ارض الأردن فرصة لشرح القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وفرصة كذلك لتطوير علاقات الأردن الدولية بحيث تعود بالأثر الايجابي عليه وتنعكس مخرجاتها على الأداء الاقتصادي .. ومن بينهم الرئيس الأمريكي جورج بوش والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، وعدد أخر من الزعماء والقيادات السياسية.

في عيد ميلاد القائد يزهو الأردن بالمنجزات التي حققها، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يرعى مسيرة البناء والإنجاز، من أجل تحقيق المستقبل الأفضل للشعب الأردني، ويولي الاهتمام الخاص للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ويؤكد حضور الدولة الأردنية في المجتمع الدولي وعلى كافة المستويات، ويرسخ صوت الأردن المعتدل، الذي ينادي بالعدالة وتكافؤ الفرص للمجتمع الإنساني بأسره.

حتى بات الأردن اليوم، محط الأنظار وقبلة المستثمرين ورجال الاقتصاد / مع التحيات للاردن الحبيب ودعائنا الى الله العلي القدير ان يفرج عن الاسرى الفلسطينين وعلى راسهم القيادي جمال الطيراوي .
غازي ابو كشك

* المدير العام للمؤسسة الفلسطينية للاعلام



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد