عن العربية وحضورها في العالم

mainThumb

25-01-2008 12:00 AM

تبسط اللغة العربية ظلالها الوارفة على معظم اقطار العالم، شرقا وغربا وفي كل اتجاه. وعلى كثرة ما حوربت هذه اللغة فهي اليوم اكثر اللغات الحية انتشارا، وانك لتجد آلافاً من حفظة القرآن الكريم في الصين، ومثلهم في الهند، وفي جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، كما تجد آلافاً من مُسْل?Zمِةِ أوروبا واميركا قد بدأوا دروسا في تعلم العربية والقرآن، فضلاً عن حضور العربية والاسلام في افريقيا، وهو حضور يزداد يوماً بعد يوم على الرغم من المليارات التي تنفقها الدول الاستعمارية لمنعه ووقف انتشاره.

ويأتي اندياح تأثير العربية في العالم، على غير ناصر او مؤيد من العرب انفسهم، وعلى قلة مشهودة في الوسائل والامكانات؛ دليلا لا يدحض على حيوية هذه اللغة وعلى وفائها بحاجات العقل والروح، وعلى وفرة عناصرها الجمالية، وعلى موسيقاها الآسرة؛ وهي عناصر كانت قد دفعت الزمخشري صاحب تفسير الكشاف الى ان يقول: إنه لأحب إليّ?Z أن أُهجى بالعربية من ان أُمدح بغيرها .

والذي يلاحظه المراقب الموضوعي ان قانون العربية وعمود بيانها لا يتحصل للمرء من كتب النحو، سواءً أكانت صعبة ام سهلة، بل يتحصل من تذوق آيات القرآن الكريم والاحاديث الشريفة، ومن مداومة الاطلاع على الشعر العربي ودواوين الأدب، كما بيّن ذلك ابن خلدون حين تكلم في مقدمته عن تحصيل ملكة اللسان العربي كيف تكون.

ونحن ننتهي من ذلك الى ان المشكلة التي يتعاظمها بعضهم هي مشكلتنا نحن مع اللغة ما مشكلتها هي ذاتها، فالعربية هي اغنى لغات الارض جذورا، ومفردات، وانماط تراكيب، وقد دون فيها من المعارف والعلوم والآداب ما لم يدون في أية لغة أخرى، منذ كانت اللغات الى يوم الناس هذا. وقد كان يمكن لملايين المخطوطات العربية ان تبقى ذخرا مذخوراً للبشرية لولا همجية التتار والصليبيين قديماً، والاميركان وسائر المستعمرين حديثاً.

ولو ان العرب والمسلمين يمولون حملات علمية في افريقيا وآسيا واوروبا لجمع المخطوطات العربية، ويقيمون معاهد لتحقيقها والافادة منها؛ لعرفنا أي مجد كان لهذه اللغة التي يجرؤ بعض صغار المتحذلقة على وصفها بما يكيد لها المستشرقون والمستعمرون من صنوف الاذى والادعاءات، ساء ما يزرون.

ويظل لنا ان نؤكد اقتران العربية بالقرآن الكريم، وان هذا الاقتران الابدي هو اول اسباب بقاء هذه اللغة وخلودها، وأنها محفوظة بالذكر. وصدق الله سبحانه إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد