ذكريات مؤلمة تتجدد

mainThumb

28-01-2008 12:00 AM

أنا احد الذين يحملون في جسدهم ذكرى مؤلمة لحادث سير عابث توقف فيه الزمن لدى صديق ووري الثرى اسمه الآن المرحوم أسامة حتر، اما انا فقد خرجت من ذاك الحادث بخسارة غير قابلة للتعويض.

ما أريد قوله أن حادث السير حين يكون حواليك وليس عليك فانه يبقى خبرا تطويه الأخبار أما حين تكون أنت أو من يعز عليك احد أبطال هذه التراجيديا الأردنية فان الندب عندها لن تفارق الروح فضلا عن البدن.

كل يوم لدينا مصاب أو فقيد وهو عزيز على أهله بالضرورة لكننا نمارس اشد أنواع اللامسؤولية بعد لحظات وكأن المشهد لا يتعدى التحديق في لقطة من فيلم سينمائي مكرور سرعان ما تتبعها لقطات.

وبالرغم من ذلك فان عواطفي التي تدين كل أركان جريمة حادث السير لا تذهب مذهب الدعوة للتشدد في القوانين لأنني اعرف أن أفضل مرب للمجرم هو القانون المتشدد وبالتالي فان التشدد في القوانين من شأنه أن يفضي إلى نتائج عكسية بل ومناقضة للروح التي صيغت بها القوانين.

تنقصنا ثقافة على المستوى المروري في بدايات تكوين معارفنا وينقصنا الإحساس بان التقيد بالقواعد العامة هو جزء من المنظومة القيمية للإنسان وليس محصلة للخشية من العقاب أو لنيل الثواب.

وينقصنا القليل من احترام مهنة السائق فهذا الأخير يقبع - قيميا - في ذيل السلم الاجتماعي رغم كونه إنسانا وأبا وأخا وصديقا ولديه مهام وهموم تنوء عن حملها المحركات.

وينقصنا بعض التمدن التعامل مع مخرجات حوادث السير إذ أن البعض لا يجدون وظيفة اجتماعية مناسبة غير إصلاح ذات البين بين أطراف حادث السير في حين أن التقاضي الحضاري لا يثير الضغائن بين الناس الأسوياء.

كما ولا يخفى أن البنية التحتية وسلامة المركبة عامل حاسم في التقليل من عدد الحوادث المرورية لكنني هنا أركز على الإنسان سائقا كان أم راكبا.

ربما لا تتسع عجالة لإضاءة كل جوانب المشكلة لكننا بالقطع علينا أن نواجه الحقائق كما هي ولا نهرب من المسؤولية فأرواح الناس هي الأغلى دوما.

samizobaidi@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد