م?Zنْ للبسطاء؟! .

mainThumb

29-01-2008 12:00 AM

كلما حاولنا الخروج من موضوع حوادث السير الى موضوعٍ آخر، توغّلنا به أكثر، وكلما حاولنا اجمال أهم القضايا المرورية بمقالة واحدة، شعرنا أن هناك مسؤوليات أخرى ملقاة على عاتقنا سنحمل وزرها الى يوم الدين ان لم نبلّغ بها أو نقوم بواجبنا..

في اليومين الماضيين ورد الى بريدي الإلكتروني مئات الرسائل التي تتحدّث عن حوادث المرور وكيفية الوقاية منها وكلّها مفيدة وتستحق الاشادة بها والاشارة اليها..الاّ ان هناك رسالة واحدة توقّفت عندها طويلاً..لأنني أحسست بمرارة الحرف، وقلّة الحيلة، وضعف الحال،وغياب السند للمواطن البسيط.

يقول صاحب الرسالة : بتاريخ 31-10-2007 دهس أخي وعمره 23 عاماً - وهو يعمل في القوات المسلّحة - من قبل سائق أرعن في شارع الملكة رانيا بعد ان قطع السائق اشارة المرور الحمراء، ثم لاذ بالفرار وبقي أخي مرمياً على الطريق لأكثر من نصف ساعة دون أن يجرؤ أحد على انقاذه .ويقول صاحب الرسالة ان نتيجة الحادث هي : غيبوبة مستمرة الى الآن،كسر في الفقرة الثانية من العامود الفقري تسببت بتلف في الحبل الشوكي،تسعة كسور في القفص الصدري،كسر بيده اليسرى، كسر بعظم اللوح،نزيف داخلي على الرئتين،تهتّك بالرئة اليسرى..وآخر تقارير الطبيب أن الشاب المصاب سيعاني من شلل رباعي مدى الحياة.

طبعاً السائق لاذ بالفرار فور وقوع الحادث، ولم تحدد هويته الى الآن ، ولا توجد اية مؤشرات على التعرف عليه رغم مرور ثلاثة أشهر على الحادث المأساوي..وصف لي صاحب الرسالة حالة امّه التي ما زالت تذرف دمعاً مرّاً وصامتاً على ولدها..والتي تقرأ أنفاسه من تحت الأجهزة، وحركة رمشة النائم..دون ان ينشر قصتها صحفي أو يتعاطف معها كاتب..

نقولها بصوت مرتفع، من لهؤلاء البسطاء، الذي يبكون حزنهم بمرارة وصمت، من للفقراء الذين لا يعرفون صعود المنابر أو كسب التعاطف.

لمن يهمه الأمر: احتفظ برقم هاتف شقيق المصاب.

ahmedalzoubi@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد