مع واقع الحال: لنستبدل مجلس الجامعة بمنتدى دافوس

mainThumb

28-01-2008 12:00 AM

اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير في القاهرة لم يُدخل اي جديد على الاوضاع في لبنان وفلسطين. ولو سألنا اي مراقب عن الفرق بين الوضع في البلدين قبل الاجتماع وبعده لما تمكن من اعطائنا اي اشارة ايجابية تضفي اهمية على عقده, او تؤشر على ان جديدا قد حصل.

على العكس, لم يفعل الوزراء شيئاً سوى تعقيد الوضع, بعد ان طرحوا مبادرة - في العلن - لحل ازمة الرئاسة في لبنان, فإذا بها توظف من قبل المعارضة والموالاة كذريعة لتعميق الازمة لا حلها, وهذا يكشف انفصال, او انفصام سياسة الجامعة عن الحقائق والوقائع على ارض الازمات, فقد اثبت وزراء الخارجية العرب انهم غير قادرين على حل الازمة اللبنانية وانهم عاجزون عن فرض حل لها. وهذه حقيقة تعبر عن ان ما يسمى بقرارات الجامعة, او قرارات الاجماع العربي, ما هي الا (ورقة توت) تستر حالة مزرية من الانقسام ومن حروب المعسكرات داخل مجلس الجامعة وخارجه.

كما لم يفعل الوزراء شيئا تجاه وضع متفجر على معبر رفح فعقدوا اجتماعاتهم وختموها من دون ان تظهر اية مبادرة لمساعدة الفلسطينيين اولا, ومصر والفلسطينيين ثانيا على تخطي اوضاع فوضوية فرضت نفسها بقوة على الساحة الاقليمية والدولية, كان يمكن استثمارها من اجل اعادة طرح ملف الاحتلال وعقوباته الجماعية على القطاع, هذا عدا عن انها كانت فرصة لجمع الرؤوس الفلسطينية الحامية, من اجل تجاوز خلافاتها المزرية حول كراسي السلطة وسؤال من يحكم من في ظل سجن الاحتلال?

فاقد الشيء لا يعطيه, هذا هو واقع الدول العربية وجامعتها ومجلس وزراء خارجيتها وهذه هي الخلاصة الوحيدة لفهم ما يجري في عالمنا العربي, فإذا كان الانقسام اللبناني - اللبناني واضحاً وعلنياً, وكذلك الفلسطيني فإن الانقسام بين الدول العربية اشد واخطر.

لم يتغير العرب رغم كل هذه الاهوال والمصائب التي حلت بهم في العراق وفلسطين ولبنان ودارفور, والصومال.. الخ. لم يتغيروا لانهم يعيشون في ظل انظمة ترى في الفرقة والانقسام والضعف سياسة قومية واستراتيجية لبقائها. فإذا كانت المواقف العربية الموحدة تغضب امريكا او تزعج اسرائيل. فلماذا يتفقون على توحيد لبنان وحل ازماته?? واذا كان التضامن العربي يقود الى تكاليف مالية وسياسية واقتصادية لرفع الحصار وحل القضية الفلسطينية, فالصفقات مع ساركوزي وبوش اجدى وانفع!

لا يوجد ما يجمع العرب غير (تركة ثقيلة) اسمها الجامعة, اصبحت تُستثمر لتكريس حالة الانقسام والضعف, لهذا اقترح ان تستبدل مجالس الجامعة بمنتدى دافوس فهناك على الاقل نرى المسؤولين العرب بصورة اكثر حضارية ونسمعهم كرجال فكر وثقافة ومحللين استراتيجيين بارعين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد