الأمن العام .. الدرع الواقي

mainThumb

27-01-2008 12:00 AM

مازلت اذكر تلك اللحظة التي كلفت فيها بتغطية أخبار ونشاطات الأمن العام. كانت في ربيع نيسان عام 1974، ولا أبالغ إذا قلت أن القلق اعتراني لعظم المسؤولية التي أجهل تفاصيلها.. ولكنني شعرت بالزهو والاعتزاز والفخر بمجرد دخولي بوابة مديرية الأمن العام لان الجباه القوية تمنحك الإحساس بالثقة .

أقمت بين أولئك الصحب الكرام من مدراء الأمن والعاملين في الجهاز سواء ضباطا أو افرادا لسنوات عدة .. كيف لا وهم الذين تتزين صدورهم بأوسمة ملكية هي أوسمة الشجاعة والإقدام وأوسمة المظليين ، وبمن يسهرون ليالي الشتاء لينام غيرهم بأمان وطمأنينينة.

واشهد صادقا أن واحة الأمن خضراء ومنبتها أصيل وعودها قوي لاينكسر فجباه الشجعان عالية لا تنحني الا لله ...وهذه المدة الزمنية التي أمضيتها هي الجزء الأجمل في حياتي فقد كنت فيها قرير العين أدركت من خلال قيامي بمهمتي الصحفية بتغطية اخبار الأمن العام أن الأيدي القوية تمنح القوة دائما لمن حولها ..وتعلمك أن لا تغمض عينيك وإذا نمت، فعليك النوم بعين واحدة لتبقى الأخرى متأهبة للوطن ، و لنجدة المواطن أينما كان .

فهاهي غرفة عمليات الأمن تعمل على مدار اليوم.. ورجال الأمن الوقائي والبحث الجنائي والقوات الخاصة وقوات البادية ومكافحة الإرهاب والنجدة والفرسان والشرطة النسائيةً جميعهم يعملون وفق منظومة واحدة وعمل متواصل ليبقى الوطن واحة امن أولا وأخيرا .

ولم ينس جهاز الأمن العام شهداءه الأبرار الذين قضوا نحبهم في سبيل الله يدافعون عن الوطن وأبنائه فقد شهدت مرحلة بناء مسلة الشهداء التي تقع ضمن متحف الأمن العام في منطقة الأزرق، وكيف دونت أسماء الشهداء عليها بماء الذهب بعلو ستة أمتار وفي أسفلها كوكب سباعي وعلى جانبها لوحات رخامية سطرت أسماء الإبطال لتبقى شاهدة على حجم التضحيات،و ليدرك القاصي والداني ما تملكه المؤسسة الأمنية من ارث عظيم له دوره في بناء نهضة الأردن الحديث .

تشرفت بمواكبة عجلة العمل والإنجاز في مسيرة الأمن العام، ولي فيها من الذكريات والفخر ما اعجز عن وصفه، وما يفرحني هو ذكرياتي فحين انظر للوحة الشرف الذهبية المعلقة في مدخل جناح مدير الأمن العام ، استذكر كل مدراء الأمن الذين واكبتهم فاستعيد الوجوه الطيبة .

وهاهو الأمن العام الآن قوة ضاربة ضد كل من تسول نفسه العبث بمقدرات الوطن والمواطن هذا الجهاز الوطني الذي حظي برعاية جلالة الملك عبدا لله الثاني ابن الحسين بلغ مرتبة يحق لكل أردني أن يفخر ويعتز بها وهي مؤسسة من مؤسسات الدولة التي لعبت دورا رئيسيا ومميزا في الحفاظ على مقدرات الوطن ومكتسباته.

الرجال الأقوياء يبنون أجهزة قوية، والحكومات القوية يكون أمنها قوياً ، ويحق للأردن أن يفخر ويعتز بجهازه الأمني، وعلى كل مواطن أن يقدم الشكر لمن يسهرون لينام آمنا مطمئنا في وطن العز والكرامة.

فلن تستطيع أي فئة باغية أن تعبث بمقدرات وطننا الأجمل طالما بقيت عيون النشامى ترصد كل شاردة وواردة لتؤمن لهذا الوطن ميزة الاستقرار وهي مجال عزنا وفخرنا .

ما قدمته أجهزة الأمن هو واجب نجحوا فيه بكل المقاييس، فهو يندرج تحت قائمة التفوق الأمني، لكنه أيضاً مهم جداً على صعيد تنمية الاقتصاد الوطني وبناء الوطن بشكل عام، وعهداً لأولئك النشامى أني لم أزل وسأبقى واحدا منهم ومعهم اتابعهم - واكتب عنهم ..فالوطن اثمن وأغلى من كل شيء ، لن تنقطع بيننا الصلة وستبقى للعهود ذكراها في النفس، وصداها في الجوانح، والحنينُ إليها في مجامع الأهواء من الفؤاد.

ولقد راجعت (( مذكراتي )) المنقوشة في ذاكرتي فوجدُتها حافظة لتلك العهود بأيامها ولياليها وأحاديثها،واكتشفت كم كنت مقصرا بحق هؤلاء الرجال ودورهم الكبير في العطاء والتميز والإخلاص والتفاني في سبيل الوطن.

التكريم الذي منحني إياه مدير الأمن العام اللواء مازن تركي القاضي هو وسام اعتزاز سيبقى مطوقا عنقي ما حييت فتحية لمدير الأمن العام مازن تركي القاضي وتحية لكل ضابط وضابط صف وفرد في موقعه يحمي الوطن ويؤدي رسالته النبيلة يخدم العرش الهاشمي ليبقى التاج المرصع بالذهب عصيا على كل من يحاول مسه بسوء لاسمح الله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد