طلابنا جياع .. نتائج السياسة الاقتصادية

mainThumb

25-01-2008 12:00 AM

الحكومة لم تعلق على الدراسة والنواب تجاهلوها في مناقشات الموازنة

نشرت »العرب اليوم« الخميس الماضي تقريرا على صفحتها الاولى للزميلة هيفاء الشيوخي يتضمن نتائج المسح الصحي العالمي الذي نفذته وزارة الصحة العام الماضي واظهر ان 13% من طلاب المدارس في الاردن يذهبون الى المدرسة وهم جياع لعدم توفر الغذاء في منازلهم.

عدد طلاب المدارس الحكومية والخاصة في الاردن لا يقل عن مليون ونصف المليون وبحسبة بسيطة فان نسبة الـ 13% تعني ان عدد الطلاب الجياع لا يقل عن 170 الف طالب!

الرقم مرعب ويمثل صدمة شديدة غير متوقعة ويشير الى ازمة اجتماعية واقتصادية وخيمة.

الغريب في الامر أن الجهات الرسمية والمعنية لم تعلق على التقرير والاغرب انه نشر بينما مجلس النواب يناقش موازنة الدولة ويصوت بالموافقة عليها ولم نسمع نائبا يشير الى هذه المأساة في مداخلته او يطلب من الحكومة توضيحا لتفاصيل الدراسة.

للوهلة الاولى اعتقدت شخصيا ان هناك خطأ ما في الدراسة وسوء تقدير غير ان معلمين عاملين في مناطق نائية ومحافظات بعيدة عن عمان تعجبوا من دهشتي وسردوا قصصاً مأساوية عن حالات كثيرة يتعاملون معها يوميا تؤكد حقيقة ما توصلت اليه الدراسة. ففي مدارس كثيرة تسجل حالات اغماء في الطابور الصباحي يتبين ان سببها فقر الدم او عدم تناول الطعام لفترة طويلة. وذكر معلمون ان بعض الطلاب يحضرون الى المدارس بلا أحذية في عز الشتاء.

ومن هنا تكتسب الوجبات الغذائية التي تقدمها وزارة التربية لطلاب المدارس قيمة استثنائية وتسد حاجة ماسة لا ينبغي في اي حال وقفها كما طالب البعض بعد تسجيل حالات تسمم جراء تناول الحليب, اذ يمكن معالجة هذه المشكلة باستبدال الحليب بمادة اخرى مع الاستمرار في تقديم الاصناف الاخرى من الوجبة.

لكن الوجبات المدرسية ليست هي الحل لمشكلة اجتماعية واقتصادية بهذا الحجم فوجود 170 الف طالب جائع يعني ببساطة ان هناك 170 الف اسرة تعجز عن توفير الغذاء لافرادها.

بهذا المعنى فان نتائج الدراسة المسحية تعد صفعة للسياسات الاقتصادية المتبعة منذ سنوات. فطالما بشّ?Zر?Zنا دعاة الخصخصة والاقتصاد الحر واعداء القطاع العام برخاء اقتصادي يغمر في خيراته ارجاء الوطن, وكلما اشتدت وطأة الازمة الاقتصادية على الناس طالبوهم بالصبر قليلا في انتظار الفرج وأشهروا في وجوههم نسب النمو الاقتصادي وارقام الصادرات المرتفعة ومؤشرات التنافس دليلا على نجاحاتهم. بيد أن المؤشرات والنسب على الارض كانت تسجل مأساوية تدحض ادعاءات المروجين للاوهام والاكاذيب.

وتكفي هنا الاشارة الى الدراسة التي نحن بصددها واذا اردتم المزيد من مؤشرات النمو الحقيقي للفقر والبطالة يمكن الرجوع الى الادبيات الرسمية للحكومة ونتائج المسح الاخير لدخل الأسر في الاردن, او ما ورد في خطاب رئيس الوزراء امس الاول عندما قال ان عدد الاسر التي يقل دخل الفرد فيها عن الف دينار سنويا وتستحق معونة من الحكومة يصل الى 440 الف اسرة.

ترى كيف سيكون الوضع بعد رفع الاسعار خلال أيام والى أين تتجه مؤشرات الفقر والجوع مع موجة الغلاء المقبلة?.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد