العاصفة الثلجية .. مرة اخرى نخطىء بحق الجنوب

mainThumb

01-02-2008 12:00 AM

الاعلام الرسمي.. اخبار المسؤولين تطغى على هموم الناس

مرة اخرى يكون الجنوب ضحية التقصير في التعامل مع الظروف الجوية. في مثل هذا الوقت من العام الماضي تعرضت محافظات الجنوب "معان والطفيلة" على وجه التحديد الى عاصفة ثلجية وعلق المئات من المواطنين على طريق العقبة لساعات طوال وانقطعت الكهرباء والمياه عن المحافظتين لعدة أيام وسط عجز الاجهزة الرسمية عن اداء مهامها, في حين شكلت حكومة معروف البخيت لجنة لتقصي اسباب التقصير في التعامل مع العاصفة واصدرت تقريرا مطولا تضمن عدداً من التوصيات المهمة لمعالجة الاوضاع وعدم الوقوع في الاخطاء مرة اخرى.

واضح ان الاجهزة الحكومة في محافظات الجنوب استفادت من تجربة عاصفة 2007 خاصة انها على علم بقدوم عاصفة ثلجية خلافا لما كان عليه الحال في المرة السابقة لكن التعامل مع الظروف الجوية ظل قاصرا عن الحد الادنى, صحيح اننا لم نشهد ازمة محروقات كما ان الآليات العاملة في مستوى افضل من السابق الا ان دروسا اخرى فاتتنا في هذه الازمة. فعلى مدار ثلاثة أيام عاش سكان محافظتي الكرك والطفيلة في ظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي وظلت بلدات عديدة مثل القادسية معزولة عن العالم بلا ماء ولا كهرباء وطرقها مغلقة.

كما عانت محافظة معان والويتها من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طوال ولم يختلف الامر في مادبا التي عاشت ليلة بحالها من دون كهرباء مع كل ما يعنيه ذلك من اثار سلبية.

منذ مساء الاربعاء انقطع التيار الكهربائي عن محافظة الكرك, اعمدة الكهرباء حطمتها الرياح وظلت في شوارع بعض القرى من دون ان تحضر الفرق الفنية لمعالجة الموقف. وفي القادسية والطفيلة ووادي موسى عموما لم يكن الوضع افضل بكثير. الانقطاعات الكهربائية المتكررة التي تجاوز عددها 50 انقطاعا تسبب باتلاف الاجهزة الكهربائية في المنازل. كما توقفت مخابر وافران عن العمل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي.

طيلة اليومين الماضيين كان سكان قرى وبلدات كثيرة في الكرك والطفيلة يناشدون المسؤولين مساعدتهم لحل مشكلة الكهرباء غير انهم لم يتلقوا سوى الوعود حتى يوم أمس. انقطاع الكهرباء لايام كلف مئات الاسر خسائر كبيرة وافسد فرحتهم بالثلج.

من كان يتابع وسائل الاعلام الرسمية حتى الاذاعات الخاصة يظن ان الأمور تسير بشكل طبيعي في كل ارجاء المملكة التقارير المصورة في عمان وضواحيها تظهر الناس وهم يلعبون بالثلج وكاميرات التلفزة تسبق الوزراء والمسؤولين الى طريق المطار ودوار المدينة الرياضية ومن هناك كانوا يطلقون التصريحات.

اما صوت الاف الناس المعزولين وسط الظلام في الكرك ومعان والطفيلة لم يكن له متسع في ساعات البث الطوال فالرسائل الاعلامية من الجنوب والشمال كانت مجرد تقارير تنقل انجازات المسؤولين وليس هموم الناس.

وفي غمرة الاحتفال بالثلجة نسينا ان في الاردن مدنا غير عمان ومواطنين غير مواطني عمان. ونسي المسؤولون ان ما يقومون به من جولات حول عمان بالسيارات المجنزرة هو واجب وليس منّة منهم. لا تستدعي هذه الاحتفالية المتلفزة التي لم تفلح في التغطية على الحقيقة المرة في الجنوب.

مرة اخرى تخطىء الحكومات بحق الجنوب وتدفع الناس للشعور بالغربة وانهم مواطنون من الدرجة الثانية.0



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد