مواجهة حوادث السير .. مواجهة عميقة وطويلة
حملت نشرة الأخبار الينا مجموعة مفزعة من المجازر المادية واحدة في العراق وأخرى في الباكستان، وواحدة في لبنان وأخرى بالجزائر وخامسة في الأردن، وللأسف كانت الخسائر البشرية في حادثة الأردن هي الأكثر عدداً في حصد الأرواح والأكثر ترويعا في الوصف، ولكن الاهتمام بها أقل مستوى، والمواجهة أقل جدية، وأقل مسؤولية.
وما زالت طرق المواجهة تتسم بالتسرع والسطحية، وتفتقر الى التفكير الجماعي المتروي، وتكاد تنحصر المواجهة في صياغة تشريع جاف ثم سلقه على عجل، وربما جوهر المواجهة والعلاج تقتصر على الغرامات ومضاعفاتها وأنا اوكد ان مضاعفة الغرامات يضاعف المجازر ولا يعالجها، ودليل ذلك هو الارتفاع المتصاعد في منحنى المخالفات والحوادث وعدد الضحايا وعدد الجرحى الذي يتزايد في كل عام عن الذي سبقه، وفقا لإحصائيات دائرة السير المعلنة.
ان الجانب الأبرز في مواجهة هذه المسألة التي تحظى بالإجماع هي: مواجهة ثقافية تربوية طويلة المدى بالاضافة الى الجوانب القانونية والتشريعية.
يجزم علماء التربية والاجتماع أن العامل الأبرز الذي يفرق بين شعب وشعب، وبين مجتمع بشري وآخر من حيث الانتاجية والقدرة على التكيف مع الظروف المحيطة، والقدرة على مواجهة المشاكل وحلها يكمن في الثقافة السائدة التي تعد هي المحرك الجماعي الفاعل، الذي يتمثل بمنظومة القيم المحكمة التي توارثتها الأجيال بتقدير وخضوع جماعي طوعي، عبر عقود متعاقبة من السنوات.
ونحن الآن نشهد فوضى ثقافية، وضياعا لمنظومة القيم، وتهشيما للبناء المعنوي الثقافي الإنساني الذي يتسم بالتمرد أحياناً واللامبالاة أحياناً أخرى، ويتحمل المسؤولية جميع المؤسسات ومستويات القرار المندرجة، ومحاضن التربية والتعليم والتثقيف، وعلى رأسها وسائل الاعلام ومؤسساته التي باتت بلا ضابط ولا موجه ولا رؤية ولا استراتيجية على الاطلاق.
وأنت تسير بسيارتك مسالما في شوارعنا، تصيبك الدهشة، ويبلغ بك الحزن مبلغا وأنت تشاهد الوانا من الثقافة الاجتماعية السائدة التي لا تمت الى حضارتنا بصلة، ولا الى ديننا وعقيدتنا، ولا الى بيئتنا المحافظة، فتجد المراهقين يتلذذون بمضايقة الآخرين، ويتقهقهون عاليا عندما يقومون بالاساءة المتعمدة الى شخص وقور. وأما ثقافة أصحاب السيارات الفارهة فهي أشد ايلاما وأكثر ضيقا عندما يظن نفسه أنه أحق بالطريق بجميع مساربها، فيعطلها بسير بطيء متكبر متعجرف، وإذا اراد ان يسرع فعلى الجميع أن يفسحوا له الطريق.
الثقافة الابرز على طرقنا هي ثقافة عدم التسامح، لا يسمح للاخر بالمرور، ولا يعترف بحق المشاركة، وينظر للآخر نظرة عدوانية شرسة يود سحقه أو ان يهوي به عن جنبات الطريق بالاضافة الى العبارات الغليظة والالفاظ السافلة، واحيانا اشارات غير لائقة بالايدي والبنان.
لا ادري من اين تسربت الينا ثقافة عدم احترام الاخر وعدم الاعتراف بحقه، وعدم تقدير الكبير ولا العطف على الصغير، وعدم الرغبة في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، مع أن كل ذلك مخالف لمرتكزات ثقافية وحضارية أصيلة مستمدة من عقيدة سامية ومقدسة.
وأما الجانب الاخر الذي يستحق العناية أيضا هو : الانتماء الوطني فأعتقد جازما أن فئة كبيرة من مجتمعنا لا تتعامل مع وطنها بانتماء حقيقي وانما تتعامل بقرف سلوكي متمرد، يخلو من التثقيف ويخلو من الانتماء ويخلو من المعاني الانسانية الدنيا، التي يجب أن يشعر كل مواطن أنه مدين لهذا الوطن ومدين لأهله بالتصرف الجميل وحسن التعامل والحفاظ على المال العام وصيانة البيئة ونظافتها.
إننا امام مشكلة كبيرة وخطيرة ... ينبغي أن يتداعى لها أصحاب القرار، والعلماء، ومراكز الدراسات والأبحاث والجامعات والمؤسسات التربوية والتعليمية من أجل صياغة استراتيجية واضحة تعيد بناء الانسان الاردني وفقا لمنظومة القيم الثقافية والحضارية السامية، وينبغي توزيع الادوار، ووضع حد لفوضى الاعلام الذي عبث بعقول الناشئة وشوه شخصية الانسان الأردني...
نحن بحاجة الى صياغة مبادرة وطنية واستراتيجية ثقافية تهدف الى ايجاد الطالب المجتهد، والعالم المبدع، والإنسان المتسامح، والسائق المؤدب، والتاجر النظيف وصاحب المال المنتمي الى وطنه وأهله... ولسنا بحاجة الى قانون سير جديد.
الأردن يفتتح مستودعات استراتيجية لتعزيز الأمن القومي .. فيديو
افتتاح متحف الحصن للتراث الشعبي
السلط يفوز على الرمثا ببطولة الدرع
الحوثيون يعرضون مشاهد لإسقاط مسيّرة أمريكية .. فيديو
ترحيل أي عامل غير أردني مخالف مطلع العام المقبل ولا تراجع
جيش الاحتلال يُنذر بإخلاء مبانٍ في ضاحية بيروت
حكيم يرد على شائعة القبض عليه بذكاء
سامر المصري: تحولت من مصري إلى سوري في هذا الفيلم
استمرار تأثير منخفض البحر الأحمر على المملكة السبت
هيفاء وهبي تعود للمنافسة الرمضانية بعد غياب 6 سنوات
العدل الأمريكية تتهم 3 أشخاص في مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب
هشام غيث يفوز برئاسة نادي الجزيرة
لجنة دولية تحذر: المجاعة تهدد شمال غزة وسط تدهور للأوضاع
موسم زيتون صعب في الأردن وارتفاع سعر التنكة .. فيديو
مهم بشأن رفع الحد الأدنى للأجور
إيقاف ملحمة شهيرة في العاصمة عمان عن العمل
الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية الشهر المقبل
مواطنون في منطقة وادي العش يناشدون الملك .. تفاصيل
أمطار وكتلة هوائية أبرد من المعتاد قادمة للمملكة .. تفاصيل
أم تستغل ابنتها القاصر بالعمل مع الزبائن
توضيح من الضمان بشأن رواتب تقاعد الشيخوخة
وظائف شاغرة بالجامعة الأردنية .. تفاصيل
أمطار غزيرة وعواصف رعدية وتحذيرات من السيول
قرارات مهمة من وزارة العمل .. تفاصيل
إدارة الجونة تتخذ قراراً بشأن إطلالات رانيا يوسف الجريئة
دائرة الأراضي تطلق خدمة إلكترونية جديدة .. تفاصيل